ميقاتي يرثي “دولته” من “جزر كراساو”

نجيب ميقاتي

“الحل بالدولة القوية الحل بالدولة القادرة …الكل يرجع الى الدولة لان الدولة هي قارب الإنقاذ الذي يجب ان نتمسك فيه، نحن كلنا ثقة ان نحافظ على كيان الدولة دورنا ان نكون موجودين

“لا ترثي نفسك حتى لا يرثيك من حولك”

نحن اليوم نرى ما تقوم به الدولة خاصة مع زيادة معدل الجرائم وليس هناك من جريمة حصلت الا واكتشف مرتكبيها في خلال ساعات أو ايام وهذه نقطة تُسجل للقوى والاجهزة الأمنية.”

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من بكركي في 13 نيسان 2024

ان أقصى أمنيات اللبنانيين وأقصى آمالهم تكمن في لجوء الجميع الى ملاذهم الأمني والسياسي والاجتماعي الوحيد المتمثل بالدولة صاحبة الحق الحصري بفرض الأمن والاستقرار والسيادة على أراضيها بقواها الأمنية الشرعية قانونيا ودستوريا وان تمسك بيدها قرار الحرب والسلم.

ان أقصى خيبة صدمت اللبنانيين وتصدم المتمسكين والمؤمنين بهذه الدولة ان تكون أمنياتهم وآمالهم تذهب في اتجاه وواقع الدولة وواقع حالها يذهب في اتجاه مناقض آخر لصالح الدويلة وانفلات سلاحها على حساب الدولة والأمن والاستقرار وقضائها ومؤسساتها.

ان كلام دولة الرئيس عن “دولته” وضرورة الثقة بها وعدم التقليل من أهمية دورها ودعوته اللبنانيين ل”عدم رثائها كي لا يرثيها الآخرون” سبق ان ناقضها ميقاتي نفسه في 13 تشرين الأول 2023 في مقابلته الفاضحة الواضحة مع الإعلامية في تلفزيون الجديد سمر ابو خليل فلدى سؤالها دولته  عن “دولتِه” :”كأنك تقول ان الدولة اللبنانية لا تملك قرار السلم  والحرب؟” 

أجاب:”ستنا متل ما طلع مبارح بيان نحمّل الحكومة اللبنانية اي عدم استقرار او الحرب مع اسرائيل …هل انت تتكلمين معي الآن في لبنان او في “جزر كراساو” أنتِ في لبنان وتعرفين الوضع وانا أقوم بما لدي،اما قرار الحرب هو في يد الحكومة اللبنانية؟أين أنتِ وين قاعدة؟”

السؤال يُطرح هل كان “دولة” الرئيس يتحدث في 13 من الجاري من بكركي في لبنان او من “جزر كراساو”؟الم يكن ميقاتي سبّاقاً في رثاء نفسه ودولته قبل ان يرثيها وعن حق الآخرون من الأقربين قبل الابعدين للأسباب المعلومة والمعروفة؟

اما بالنسبة لقوله “ليس هناك من جريمة حصلت الا واكتشف مرتكبيها في خلال ساعات أو ايام وهذه نقطة تُسجل للقوى والاجهزة الأمنية.” محاولةً منه للترويج لرواية اغتيال المسؤول القواتي باسكال سليمان غير المكتملة التحقيقات فيها وغير المعمقة فتدحضه الوقائع ،الاحداث، الجرائم، والاغتيالات غير المكتشفة على الرغم من مرور آلاف الساعات والايام على وقوعها لتكون “نقاطا تسجّل على القوى والاجهزة الامنية لا لها” نذكر منها خطف  جوزف صادر في 12 شباط 2009،مقتل العقيد جوزف سكاف في5 آذار2017،مقتل  انطوان داغر 4 حزيران 2020،انفجار المرفأ  في 4 آب 2020،مقتل العقيد منير ابو رجيلي في 2 كانون الأول 2020 مقتل جو بجاني21 كانون الأول 2020،خطف وقتل لقمان سليم في 4 شباط 2021 وخطف وقتل الياس الحصروني في 2 آب 2023

يخطيء ميقاتي وغيره من الممانعين  ان اعتقدوا انه بمجرد ذكرنا وتذكرنا لاحداث ووقائع مماثلة ذات دلالة نكون قد وضعنا انفسنا في خانة “رثاء النفس برثاء دولتنا” ولا يخطىء اللبنانيون ان طرحوا السؤال على ميقاتي بعد حديثه في بكركي وانطلاقا من الوقائع المذكورة اعلاه وغيرها عن الدولة وقرار السلم والحرب وكشف الجرائم والمجرمين “أين انت؟هل انت في لبنان او في جزر كراساو”

 انه “ضياع الدولة” في غياهب دويلة حزب السلاح و “ضياع دولته” ورثاؤه الذاتي من “جزر كراساو” .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: