وسط قصف عنيف، عاد الجيش الإسرائيلي، مجددا إلى مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، مبررا ذلك بأنه سيواصل تدمير ما وصفه بـ “البنية التحتية للإرهاب”.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، الثلاثاء، إن سلاح الجو الإسرائيلي شن قصفا عنيفا على المدينة، بالتزامن مع أحزمة نارية؛ تمهيدا لاقتحامها.
وعلى حسابه على موقع “إكس” نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائلي، أفيخاي أدرعي، الثلاثاء ما وصفه بأنه “إنذار عاجل” إلى المتواجدين في بيت لاهيا في بلوكات رقم 1778, 1774, 1761-1765، مطالبا إياهم بإخلاءها “فورا”، والتوجه نحو المأوى المعروف في البلوكات رقم 1770, 1766، بدعوى أنهم في “منطقة قتال خطرة”.
وعن سبب عودة القتال قال إن الجيش الإسرائيلي “سيعمل بقوة شديدة ضد البنى التحتية الإرهابية والعناصر التخريبية في المنطقة”، في إشارة للفصائل الفلسطينية المسلحة.
وكانت إسرائيل انسحبت من المدينة نوفمبر الماضي، مخلفة دمارا هائلا في المنازل والبنى التحتية، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة للبلدة، كما وجدت أعدادا كبيرة من الجثث ملقاة في الشوارع دهستها الدبابات.
الأهمية الإستراتيجية لبيت لاهيا
• هي قرية قديمة جدا، بها آثار تعود لفترات الحكم الفارسي والروماني والخلافة الإسلامية.
• اسمها مشتق من كلمة الآلهة، حيث انتشرت بها معابد الآلهة قديما، ويفسر البعض اسمها بأنه يعود لأنها كانت حديقة للتنزه واللهو، وفق ما أورده موقع “موسوعة القرى الفلسطينية”.
• تقع شمال مدينة غزة، ومن الغرب يحدها البحر المتوسط، ومن الجنوب جباليا والنزلة، ومن الشرق بيت حانون.
• مساحتها 24500 دونم، وكانت قبل نكبة 1948 ثاني أكبر قرية في المساحة والأملاك بعد بلدة برير، وبلغ سكانها قبل الحرب 100 ألف نسمة.
• قريبة من معبر بيت حانون بمسافة 5.4 كيلو أمتار ومعبرها يربط غزة والأراضي المحتلة منذ 1948.
• قريبة من مستوطنات “غلاف غزة” الواقعة عند المنطقة العازلة بين غزة والأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وهي المستوطنات التي كانت هدفها للهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي.
• تشتهر بزراعة التوت الأرضي، والزهور، والخضروات، والتفاح، وبها مصانع الحياكة كان يُصدرإنتاجها للخارج قبل غلق المعابر.
مكانتها التاريخية
• بها مساكن ومساجد وقبور قديمة، منها مسجد الشيخ سليم أبو مسلم، ومسجد الشيخ سعد المشيدان منذ 500 عام، وسدرة العجمي وتعود لمئات السنين، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
• بها قبة أم النصر، وتم بناؤها كرمز لانتصار الأيوبيين على الصليبيين.
• فيها خربة اللقية، وهي نقطة معارك بين الأيوبيين بقيادة صلاح الدين والصليبيين.
ما دورها في المعارك مع إسرائيل؟
• وقعت تحت الاحتلال بعد حرب يونيو 1967، وفي عام 2005 أخلت إسرائيل مستوطنات “نيسانيت” و”دوغيت” و”إلي سيناي”.
• بعد الانسحاب الإسرائيلي أصبحت بيت لاهيا تحت سلطة حماس منذ 2006.
• قربها من الخط الأخضر جعلها أحد مواقع إطلاق صواريخ “القسام” على يد مسلحي حماس نحو إسرائيل.
• خلال حروب غزة المتعددة تعرضت للقصف والتخريب والتجريف.
لماذا تعود إسرائيل لبيت لاهيا؟
يجيب الخبير العسكري الأميركي، بيتر أليكس، لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن عودة القوات الإسرائيلية لبيت لاهيا ربما يعود إلى:
• البحث عن الأنفاق مجددا أو الرهائن.
• بسبب عودة مقاتلي حماس بعد الانسحاب الإسرائيلي؛ حيث منح هذا الانسحاب كتائب القسّام (الذراع المسلح لحماس) وباقي الفصائل فرصة إعادة بناء قدراتها.
• عجز إسرائيل، حتى الآن، عن القضاء على البنية التحتية لحماس يجعل المواجهة قد تستمر لسنوات.
• أما علاء العطار، رئيس بلدية بيت لاهيا، فيسخر من عودة القوات الإسرائيلية، قائلا: “لم تترك أخضر ولا يابس في البلدة حتى تعود”.
• ويقول العطار لـ”سكاي نيوز عربية”، إن الجيش الإسرائيلي حوَّل بيت لاهيا إلى “مدينة أشباح، وأخلى مناطقها من السكان الأشهر الماضية، والأوضاع الصحية والبيئية فيها صعبة للغاية، والنفايات متراكمة بالأطنان في الشوارع، بعد أن منع الاحتلال البلديات من القيام بمهامها”.
• ومع الاتجاه لعودة القتال في بيت لاهيا جاء في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن إسرائيل لم تحقق غايتها من الحرب خلال الشهور السبعة الماضية، فيما يخص إطلاق الرهائن وتدمير حماس.
• ووفق التقرير، فإن حماس لا تزال تتخفى في شبكة الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض، وتستطيع إعادة تشكيل نفسها بمجرد توقف القتال، وأن المواجهة المسلحة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد تستمر لسنوات
وكان الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، قد قال إن إسرائيل “تكذب” حينما تتحدث عن القضاء على كل مسلحي الفصائل في قطاع غزة.
وأضاف أبو عبيدة في تسجيل مصور أن: “من أكاذيب حكومة العدو محاولة إيهام العالم أنه قضى على كتائب القسام ولم يتبق إلا كتيبة رفح”.
واتهم أبو عبيدة إسرائيل بالمماطلة في التوصل لصفقة للتبادل ومحاولة عرقلة جهود الوسطاء للتوصل لوقف لإطلاق النار، واعتبر أن تل أبيب تحاول التنصل من كل وعودها في المفاوضات وتريد كسب المزيد من الوقت”.
وتابع الناطق باسم كتائب القسام: ” أولى الجبهات بالمقاومة هي جبهة الضفة الغربية ونحيي كل شبر من ضفتنا الحرة الأبية، ونحيي جماهير الأردن وندعوهم إلى التصعيد.. ونقدر كل جهد عسكري وشعبي ونخص جبهات لبنان واليمن والعراق”.
• وأكد أبو عبيدة على الاستمرار في القتال الذي قال إنه سيأخذ أشكالا جديدة ومتنوعة، مشددا على أن “ردة الفعل الهستيرية تجاه الفعل المقاوم من مختلف الجبهات تدل على أهمية العمل المقاوم”.
وتابع: “لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته ولا يحصل إلا على المزيد من الخزي والعار.. بعد 200 يوم، لا يزال العدو عالقاً في رمال غزة بلا هدف ولا أفق، ولا تحرير لأسراه”.