في ذكرى الانسحاب السوري… “بوريفاج وعنجر” من نوع آخر

Untitled-111

26 نيسان 2005 … تاريخ مجيد انهى حقبة أليمة من الاحتلال السوري العسكري للبنان، بدأت في العام 1976، ثلاثة عقود حوت كل أنواع المآسي والموت والعذاب والاعتقال والتهجير والقصف والدمار والاغتيال، ليخرج بعدها الجيش السوري على وقع ثورة شعبية، جمعت أكثر من مليون ونصف مليون لبناني، طالبوا بالسيادة والحرية، بالتزامن مع ضغوط دولية على سوريا لتنفيذ القرار 1559، الذي دعا الى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، وحلّ الميليشيات ونزع سلاحها، على أثر جريمة 14 شباط 2005 تاريخ إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ما أدى الى تفاقم الضغوط الدولية لخروج السوريين، فتحققت تلك الأمنية بعد انتفاضة الاستقلال وثورة الأرز في 14 آذار، فإنسحب ما يقارب الـ 14 ألف جندي، وإنقلبت كل المقاييس لأن القسم الأكبر من اللبنانيين توّحدوا بمختلف طوائفهم، لإنهاء حقبة من النظام المخابراتي السوري، والنظام الأمني السوري- اللبناني، أي التخلّص من زمن “البوريفاج وعنجر” وتوابعهما، وإلى ما هنالك من حقبة سوداء عاشها لبنان واللبنانيون عنوانها القهر والذل.

للأسف بقيت فرحة الانتصار بالتحرير منتقصة، لأنها لم تكتمل لغاية اليوم، فالخروج السوري لم يتحقق فعلياً من ناحية الحكم الذاتي اللبناني، لأنّ سوريا بقيت محطة تدّخل، وملائكتها في الداخل ما زالوا ينفذون أجندات تخدمها وتضعف وطنهم.

كما ما زالت تداعيات حربها منذ العام 2011 تخيمن على لبنان، الذي يدفع دائماً الاثمان الباهظة عن غيره، فيما بعض أفرقاء الداخل يواصلون ولاءهم للخارج، من سوريا الى إيران الوصية على لبنان والحاكمة بأمرها عبر حليف الداخل، أي أنّ القصة تتكرّر دائماً، و”البوريفاج وعنجر” عادا لكن بطريقة جديدة، والكل يعرف الى أين انتقلا اليوم…!

في السياق وبالتزامن مع الذكرى، يعود ملف النازحين السوريين إلى الواجهة من جديد، مع مطالبة معظم الأفرقاء اللبنانيين بضرورة عودتهم الى ديارهم، لأنّ لبنان لم يعد باستطاعته استضافة هذا العدد الكبير منهم، ولم يعد قادراً على تحمّل كلفة ضبط الأمن في مخيمات النازحين والمناطق التي ينتشرون فيها، إضافة الى المشاكل التي يفتعلها بعضهم من خلال السرقة والتعديات والخطف القتل، والايام القليلة ماضية كانت كفيلة بنقل هذه الصور القاتمة، فأطلقت العنان لضرورة الإسراع في إنهاء هذا الملف الشائك، وسط مخاوف من حصول توترات أمنية لبنانية – سورية تعيد مشاهد الماضي الاليم.

وفي إنتظار تحرير لبنان من كل الشوائب والاحتلالات، من سوريا الى إيران واسرائيل والمنظمات الارهابية المسلحة، المطلوب تحقيق شعار واحد” لبنان وطن اللبنانيين فقط”، اي ان يتوحّدوا على الولاء له وحده، لا تنفيذ الاوامر والاجندات التي تخدم بعض الدول، مع السعي لإخراجه من التجاذبات الإقليمية والرهانات الخارجية الخاطئة التي أوصلته الى الخراب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: