كتب وجدي العريضي،
لا يزال موضوع النازحين السوريين يقض مضاجع اللبنانيين، لما ينطوي على مخاطر كبيرة من شأنها أن تعيد الحرب إلى البلد في أي توقيت، نظراً لهذا الكم الهائل من النازحين، وبالتالي في ظل الإنقسام السياسي الداخلي والمؤمرات الدولية وصولاً إلى “الزحطة الكبيرة” التي قامت بها حكومة تصريف الأعمال، عندما باعت البلد بمليار يورو مقسطاً، وكأن تاريخه أضحى سندات وليس خصائص ثقافية وأدبية وفكرية وتراث، لا بل أنه الأبرز بين أقرانه في المنطقة، لكن “على من تقرأ مزاميرك يا داوود”.
في السياق ثمة معلومات بأن هناك اتصالات تجري على أعلى المستويات بين بكركي والفاتيكان، وتبادل مذكرات، حيث رفع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وفق معلومات موثوق بها، تقريراً مبكلاً ومفصلاً إلى حاضرة الفاتيكان حول أعداد النازحين، وكل ما يتصل بهذه المسألة بصلة، الأمر الذي ترك قلقاً لدى الكرسي الرسولي، ما أدى إلى تواصل من كبار المسؤولين في الفاتيكان مع الفرنسيين والأميركيين والمفوضية الأوروبية، لمساعدة ومؤازرة لبنان في إخراج هؤلاء وإعادتهم إلى ديارهم.
توازياً، ينقل بأن لقاء بروكسل “لن يشيل الزير من البير”، حيث المفوضية الأوروبية وعلى رأسها رئيس إتحاد العلاقات الخارجية جوزيب بوريل، إتخذوا قرارهم ببقاء النازحين في لبنان، ولا ننسى أن بوريل سبق وقال لأحد كبار المسؤولين اللبنانيين، هؤلاء يجب أن يبقوا في بلدكم، فنحن نؤمن لهم المال والطبابة والتعليم، وظروف بلدهم لا تسمح لهم بالعودة.
من هذا المنطلق، يبقى موضوع النازحين يحتاج إلى قرار دولي كبير لعودتهم إلى بلدهم، لكن تحرك بكركي والإجماع الوطني من شأنه أن يعيد خلط الأوراق لإخراجهم.