النابلسي: “صادق” في كشف حقيقة ثلاثية “الحزب”

NABULSI

جهد الحزب ويجهد على إضفاء شرعية ولو صورية لفظية لغوية على سلاحه من خلال “معادلة” فرضها على الدولة وعلى اللبنانيين اعتبرها “ذهبية” في أدبياته وتصاريح وخطابات ومقابلات مسؤوليه جميعاً كما قلّده ولحقه أتباعه وحلفاؤه الممانعون والعونيون في الاعتبار نفسه.

المعادلة تقول وبالترتيب حسب الأهمية والدور مبدئياً بـ “جيش شعب ومقاومة” أدرجت تحت الضغط والابتزاز والاستفزاز في البيانات الحكومية المتعاقبة.

أما في الواقع فإن الحزب بممارسته كان “الخارق” و”الحارق” الأول والوحيد لتلك المعادلة في محطات كثيرة أهمها حرب تموز 2006 وغزوة بيروت 2008 وجبهة المساندة المكلفة منذ 8 تشرين الاول 2023.

لم يحترم “الحزب المقاوم المسلح” جيشاً ولم ينسق معه ولم يراع شعباً بمصالحه ولقمة عيشه وروحه ولم يأخذ رأي أو بـ”خاطر” ضلعَي تلك الثلاثية حتى، إذ أضحت أحادية استئثارية متخذ قرارها خارج الحدود بضوابط اقليمية دولية لا لبنانية…

على الرغم من الأدلة الدامغة على هشاشة تلك المعادلة وعلى “خشبيتها” كما وصّفها الرئيس السابق ميشال سليمان عندما دعا في 28 شباط 2014 “الى عدم التمسك بالمعادلات الخشبية التي تعرقل البيان الوزاري وان الثلاثية الذهبية التي يجب أن تحكم الأوطان هي الأرض والشعب والقيم المشتركة وليس شيء آخر”، أضاف الشيخ صادق النابلسي دليلاً دامغاً آخر بعضمة لسانه وهو الناطق غير الرسمي في “الحزب” والمدافع الوفي عن السيد حسن نصرالله الذي قلّده العمامة عام 2003.

يقول النابلسي صادقاً مصدّقاً على ما ورد آنفا وعلى مضمون ما أكده الرئيس سليمان، في 14 أيار 2024: “الجيش ليس للبنانيين ولم يؤسس للدفاع عن لبنان بل ليدافع عن مصالح المستعمرين”، لتكون المعادلة الذهبية حسب النابلسي المقاوم مشوبة بخرق “جيش المستعمرين” كما كانت مشوبة بـ “شعب الخونة والمتآمرين والعملاء” على حد توصيف الحزب بمسؤوليه وإعلامييه وتابعيه…

لم يكن الشيخ صادق النابلسي في اعلانه عن رأيه في الجيش اللبناني الا معبّراً عن صلب تاريخ وحقيقة عقيدة الحزب الاسلامي والتي يفسرها حسن نصرالله على ما نقلته صحيفة النهار في 6 أيار 1989: “علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا اليه الإمام الخميني”، كما ان جماهير “الحزب” في 9 تموز 2013 عند اعتدائها على وزير الداخلية مروان شربل اثناء زيارته الى موقع تفجير بئر العبد والتي هتفت “ما بدنا جيش بلبنان الا جيشك يا حسين” انّما عبّرت عن التعاليم والتوجيهات التي تربّت وأُدلجت عليها.

اما في الضلع الاساس المحتكر لهذه الثلاثية وهو “المقاومة” فلقد سبق للشيخ النابلسي ان كان صادقاً كاشفاً لحقيقتها المغايرة لما جهد الحزب على توصيفه وترويجه عن تلك “المقاومة” اذ يكشف في 24 نيسان من العام 2021 ان “التهريب على الحدود بين لبنان وسوريا هو لحماية المقاومة”، وفي ادانة لتلك “المقاومة المحمية بالتهريب” يقول أمين عام الحزب في 15 آب 2021: “من احتكر أو هرّب الوقود الى سوريا خونة ومالهم مال حرام”.

كل ما تقدم يثبت بالوجه الواقعي بالاحداث الموثقة وبالوجه الشرعي بما ورد  على لسان الشيخ “الصادق” و”السيّد” “صاحب الوعد الصادق” ان معادلة “جيش،شعب ومقاومة” سقطت سقوطا مدوّياً بأضلعها الثلاث على يد ولسان واضعيها وفارضيها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: