أطل مرشح “الثنائي الشيعي” زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية في حلقة مطوّلة عبر “الجديد” في ٢٦/٥/٢٠٢٤. لن نتوقف عند مواقفه السياسية وأصداء مبايعته مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي “قائداً” – خلال تقديمه العزاء بالرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في 22/5/2024 – ما زالت تتردد وهي تلخّص بهذه الكلمة مواقفه السياسية.
كما لن نتوقف عند قراءاته السياسية، فطالما هو منبهر بأنه يعيش في زمن أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله كما قال يوماً، طالما نصرالله والرئيس بري أحرص منه على مصلحة البلد كما قال يوماً آخر وطالما يعتبر نصرالله “سيد الكل”، فالأجدى الاستماع إلى قراءة نصرالله لا هدر الوقت على فرنجية.
لكن، “ب لا زعل”، قول فرنجية في الحلقة: “نحن لا قتلنا ولا هجّرنا ولا خطفنا ونحن مناطقتنا إنحمت وخلينا ناسنا بكرامتهم وما حدا نكسر زجاجه وبحريتهم ويحكوا البدهم ياه. و90% من القوات اللبنانية يلي تهجروا بعد 1978 انا رجعتهم قبل 90 ع مناطقنا. (…) نحن مناطقنا زجاج ما نكسر فيها وما صار في غلطة وكلو بالعلاقة الطيبة والمنيحة مش بالعنتريات”.
وإستفاضته في زمن الحرب وتذكيره ببعض المجازر وصولاً الى الصفرا، يعكس إدراكه ضعفه في الشارع المسيحي شعبياً وإفلاسه سياسياً لأنه خارج الخط التاريخي للموارنة. الأمر الذي دفعه الى “نبش قبور الحرب” مدعياً انه “فرسان العدرا”.
في الحقيقة، عبر هذا الموقف بدا فرنجية مستخفاً باللبنانيين. توهم أنهم كجماعته الذين نزل يوماً على الارض يصرخ عليهم ويشتمهم ويقول “انتو عشرين ألف حمار”.
كأن اللبنانيين – عذراً على التعبير – حمير ونسيوا تصفية جود البايع وعدد من رفاقه عشية العام 1978 وما تلاها من قتل وتهجير للكتائبين وتفجير لبيوتهم، كأنهم نسيوا المواجهات المسلحة مع “القوميين” في الكورة.
كأنهم نسيوا من قتلهم “المردة” من صفوف القواتيين بعد الانسحاب السوري من عزيز صالح وطوني عيسى عام 2005 الى رياض أبي خطار الذي سقط برصاص الغدر على أوتوستراد البترون خلال الثلثاء الأسود 23/1/2007 وصولاً الى بيار اسحق في 17/9/2008.
يريد العودة إلى مجزرة الصفرا عام 1980 ويا ليته يعود أيضاً إلى مزيارة عام 1957 حين ارتكب جده سليمان وأزلامه مجزرة داخل الكنيسة.
فتحُ فرنجية قبور الحرب بشكل مجتزأ أشبه بحفر النائب العوني السابق شامل موزاياً اوتوسراد حالات بحثاً عن مقابر جماعية مزعومة… الأهضم أن فرنجية الذي أفرغ كل حقده عبر الهواء مباشرة أصرّ أن يعظ المشاهدين في الحلقة عن أن “المسيحية مش حقد وكراهية وإلغاء”.