أكاذيب لا تنتهي: إرادة مزعومة لا تشمل الكل

money

من السهل إطلاق الشعارات والتغني بالإرادة الممثلة لكل اللبنانيين وبالدفاع عن لبنان بوجه المخططات الخارجية عندما تكون الذاكرة محدودة، إلا أن الحقيقة التي تتكشف يوماً بعد يوم، تعاكس من يدعي حماية اللبنانيين وودائعهم ويعمل لتحقيق “إرادة” خارجية فقط عبر إطلاق الحملات “المدفوعة” واللعب على أعصاب كل لبناني مهدد مصيره أولاً من خلال الوجود السوري غير الشرعي وثانياً من خلال ضياع جنى عمره.

فبعد كل “الموجات” التي ركبتها ما يسمى بـ”كلنا إرادة” منذ بدء الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان منذ عام 2019 حتى اليوم، ها هي تضرب من جديد، ولكن من بوابة شعار رنان وشعبوي، هو التركيز على مخاطر النزوح السوري، مع إغفال دورها وعلاقاتها مع الإتحاد الأوروبي والتنسيق في ملفي الودائع والدفع باتجاه إفلاس المصارف وإفقار اللبنانيين، لحملهم على القبول بدمج السوريين وبأقل كلفة ممكنة.

“كلنا إرادة” ليست وليدة اللحظة ولم تستيقظ اليوم على حماية لبنان ومصالح لبنان الإقتصادية ولا حتى الودائع والمصارف، بل كانت الداعم الأول لإفلاس المصارف اللبنانية.

والأهم منذ ذلك انها كانت الداعي الأول لشطب الودائع وتحميل الشعب اللبناني مسؤولية الانهيار الكبير، وبالتالي إفلاس المصارف اللبنانية للإتيان بمصارف أجنبية لتحل محلها، كرمى لعيون “الإرادة” ومصالحها.

وها هي اليوم تطالعنا بتوضيح حول موقفها الهادف الى “حماية مصلحة لبنان”.

ومن هنا يجب تذكير الرأي العام اللبناني قبل الجمعية المدّعية بأنها أوصلت الموقف اللبناني من النزوح الى بروكسل، بأنها كانت توصل “ما تريد” للإتحاد الأوروبي الذي عمل ومنذ مؤتمر “سيدر” على إبقاء النازحين في لبنان، وقد قبلت بهذا الأمر لعلّها “تشم رائحة مليار من أصل 11 ملياراً”، أو تقتطع لنفسها تمويلاً من مليارات مخصصة للنازحين وليست للبنانيين.

فهل نسيت “كلنا إرادة” التمويل المجنون للبنان من “سيدر” وصولاً الى هبة المليار لحكومة تصريف الأعمال، لإبقاء السوريين والحرص على عدم مغادرتهم الى أوروبا، ولم تعمل إلا على “الطبطبة” للاتحاد الأوروبي.

لا يسعنا تقديم أي شيء للجمعية سوى بعض النصائح:

أولاً: كان الأجدى لو تحركتم داخل الاتحاد الأوروبي لعدم السماح لهم بتمويل النازحين وتمكينهم في لبنان بهدف توطينهم.

ثانياً: كان الأجدى أيضاً لو عملتم على إعانة الشعب اللبناني في مواجهة النزوح، وليس على إعانة النازح بوجه اللبناني، قبل أن تدّعوا بأنكم من محاربي النزوح.

ثالثاً: والأهم كان الأجدى لو عملتم على استرداد الودائع وردّها الى الشعب اللبناني الذي بات يرزح تحت خط الفقر، وعدم المطالبة بإفلاس القطاع المصرفي والإتيان بمصارف أجنبية من أجل “حفنة” من الدولارات ولا حتى اليوروهات.

وأخيراً، على القيّمين على الجمعية المذكورة أن يعوا بأن “الشمس طالعة والناس قاشعة”؟ ولا يمكنكم بعد اليوم الاستخفاف بعقول الشعب اللبناني الذي ذاق الأمرّين منكم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: