لا شك في انّ حاضرة الفاتيكان على علم بكل الرسائل والتقارير عن أوضاع لبنان المأساوية، وهي تصل تباعاً لوضع قداسة البابا فرنسيس في صورة الواقع السوداوي، والانهيارات على كافة الأصعدة، خصوصاً موضوع هجرة الشباب الباحثين عن مستقبلهم خارج الوطن. هذه الصورة ما زالت تطلق العنان للخوف على بلد مصيره غير معروف.
إنطلاقاً من هنا يبرز إهتمام قداسة البابا بقضية لبنان التي يتابعها بإستمرار، ويدعو دائماً المسؤولين اللبنانيين الى التوافق وتوحيد كلمتهم من اجل مصلحة بلدهم، كي لا يكونوا بعيدين عن التسويات التي ستجري في المنطقة.
هذا الاهتمام سنشهده خلال زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الاحد الى بيروت، والتي تستمر حتى الخميس المقبل، وتأتي تلبية لدعوة من “فرسان مالطا”، لكن اللقاءات البروتوكولية السياسية مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ستتناول الملف الرئاسي والتصعيد جنوباً والوضع اللبناني بشكل عام.
الى ذلك تتجه أنظار اللبنانيين الى زيارة الرجل الثاني في الفاتيكان بعد البابا فرنسيس، خصوصاً بعد لقاء جمعه قبل ايام بالموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في روما، لذا لن تخلو الزيارة من الطابع السياسي، خصوصاً انّ الملفات اللبنانية العالقة عديدة.
في هذا الاطار يشير النائب البطريركي العام السابق المطران بولس صيّاح خلال حديث لـLebTalks الى انّ زيارة الموفد البابوي لم تأت من قبل الصرح البطريركي او من أركان الدولة، بل جاءت للاحتفال بقداس على نيّة شفيع “فرسان مالطا”، على ان يزور مركزها في شبروح – فاريا لإفتتاح مشروع زراعي، كما سيحضر نشاطاً اجتماعياً في منطقة عين الرمانة، ويلتقي البطريرك بشارة الراعي، ومن ثم رؤساء الطوائف على مأدية غداء الثلثاء المقبل في الصرح البطريركي. وسيستقبل شخصيات ووفوداً تحمل رسائل الى البابا فرنسيس. وسوف يطلق من جديد ثوابت الفاتيكان حيال لبنان التي لم تتغير، مع دعمها للكنيسة والموافقة على خياراتها.
ورداً على سؤال حول الوساطات التي تقوم بها حاضرة الفاتيكان مع الاميركيين والفرنسيين لحل معضلة الرئاسة، قال المطران صيّاح: “الفاتيكان يعمل بصمت من أجل لبنان ومن دون ان يعلن ذلك، كما يجهد لإيجاد الحلول وإنهاء مشاكله، لذا نعوّل على زيارة الكاردينال بارولين”.
وحول تكرار وساطة البطريرك الراعي مع رؤساء الاحزاب المسيحية بهدف التقارب والتوافق على إسم الرئيس، اشار الى انّ وساطة سيدنا الراعي دائماً موجودة من اجل التقارب، لكن ليس هنالك من موعد قريب للقائهم لبحث هذا الموضوع، مع الامل ان يحصل ذلك بأقرب وقت ممكن.