ديمومة سريان مفعول "نداء المطارنة 2000" على"سلاح الحزب"

WhatsApp-Image-2024-06-22-at-3.29.21-PM

يجمع المراقبون المحليون والاقليميون والدوليون،على ان نداء المطارنة الموارنة الصادر من بكركي في 20 أيلول 2000,كان نقطة الانطلاق نحو بلوغ هدف تحرير لبنان من الاحتلال السوري وتحرر اللبنانيين من الوصاية التي جسمت على صدورهم متدخلة في أدق تفاصيل حياتهم السياسية الاقتصادية الاجتماعية النقابية والطلابية.

يتذكر القليل ربما كيف تحركت جوقة الاحتلال إثر صدور النداء مجمعة متوافقة عازفة سيمفونية موحدة منسقة هي التخوين والتهديد والاتهامات بالعمالة للغرب ولاسرائيل مسددة السهام الى سيد بكركي البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والمطارنة وأخص منهم المطران يوسف بشارة الذي نسّق ورعى انشاء لقاء قرنة شهوان المدماك الاساس لما انجز لاحقا في 14 آذار 2005 وما لحقه من جلاء للمحتل في 26 نيسان من العام نفسه.

طبعا يتنبه القليل من اللبنانيين لما ورد في البيان الذي لم يكن فقط دعوة لخروج سوريا من لبنان بل كان دعوة ملحة وعاجلة وضروري لقيام الدولة المستقلة بقرارها الحر، السيدة على كامل أراضيها،لينتبهوا ان ما طال الاحتلال السوري انما يطال كل من استنسخ تجربة هذا الاحتلال وحاول فرضها على اللبنانيين في الأمن والاقتصاد في السياسة والاجتماع والتربية وكافة المفاصل التي ذكرها بيان 2000 ليسري بفعالية على المحتل المقنع بقوة سلاحه في 2024.

في استعادة لما ورد في البيان الصادر في ظل حكم النظام الامني السوري اللبناني نقرأ "سريان مفعول" المضمون على ما هو حاصل اليوم في ظل سيطرة حزب السلاح على مفاصل الدولة وخطفه لقراراتها… وللدلالة على ما نقول نقتبس ما لم تنته صلاحيته من بيان الـ2000 :

-"أما وقد بلغ الوضع في لبنان هذا الحدّ من التأزّم، فأصبح من الواجب الجهرُ بالحقيقة، دون مواربة أو تحفّظ، على ما هي راسخة في النفوس، ونرى الناس يتسارّون، فماً إلى أذن، ويخشون البوح بها، خوف الاعتقال وما يجرّه عليهم من وبال. ومعلوم أن الحقيقة وحدها تنقذ، وذلك قبل فوات الأوان. ولهذا رأينا أن نتوجّه اليوم إلى كل من يهمّه الأمر في لبنان وخارجه بهذا النداء، لعلّه يسارع إلى الإسهام في عملية الإنقاذ"

-"لم يعرف لبنان، حتى إبان المعارك، وضعا اقتصاديا مزريا كالذي يعرفه اليوم. وقد دلّت إحصاءاتٌ جدّية على أن نصف الشعب اللبناني أصبح يعيش تحت عتبة الفقر. وهناك مصانع تقفل أبوابها وتسرّح عمّالها، ومدارس خاصة يتناقص عدد طلابها لعجز أوليائهم عن تأمين أقساطهم، فتُضطرّ إلى إلغاء تعاقدها مع بعض الأساتذة فيها وإلى صرفهم. وهنا خرّيجو جامعات يحملون شهادات عليا يلجأون إلى السفر إلى الخارج بحثا عن عمل لا يجدونه في وطنهم لبنان، ومنهم من يُكتب عليهم ألا يعودوا إليه لاحقا".

"وهناك اليد العاملة غير اللبنانية التي تزاحم اليد العاملة اللبنانية، وبخاصة السورية التي تحظى بالرعاية في لبنان، وترضى بأجر متدنٍّ، نظرا لفرق قيمة العملة بين البلدين، ولارتضائها بما يتيسّر من سبل العيش، وهي تقطع سبيل العمل على اليد العاملة اللبنانية التي ترغب في العمل، إنما بشروط مقبولة. وهذا ينطبق على صغار الباعة على العربات النقّالة، وعلى وسائل النقل والشاحنات السورية التي تعمل بحرية مطلقة في لبنان، فيما اللبنانية منها لا يمكنها أن تعمل في سوريا"

"هناك أمور أصبحت لا تطاق، وهي التي تقود البلد إلى الضياع. وفي مقدّمها فقدان لبنان سيادته على أرضه، في ظل هيمنة تشمل جميع المؤسسات، والإدارات، والدوائر، والمرافق. ولهذا اختلّت الإدارة، وضاعت المسؤولية، وارتبك القضاء، وبات الناس يعيشون في جوّ من الخوف، والذلّ، والنفاق، يعلنون فيه الولاء، ويضمرون البغضاء. ومن تجرّأ على الجهر بدخائله كانت عيون الاستخبارات له بالمرصاد"

-"لقد مهّد "من حرّر الجنوب" السبيل للدولة لتبسط سلطتها على جميع أراضيها عملا بالقرار 425 الذي تحرّر الجنوب دون تطبيقه عمليا. أما حان الوقت لتبسط هذه الدولة سلطتها فعليا ليشعر الناس بأنهم أصبحوا في حمايتها وليتشجّعوا ويعودوا إلى بيوتهم وعيالهم وأرزاقهم؟"

ان ما يقوم به الحزب اليوم مع جوقته من المتحلقين حوله الملتحقين والملحقين به المتزلفين المتملقين له من حملات تخوين وتهديد ووعيد بحق معارضيهم وعلى رأسهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الخلف سبق ان قامت به الجوقة السابقة المتحلقة الملحقة بالاحتلال السوري والمتزلفة المتملقة لرجالاته في لبنان مع البطريرك السلف ومؤيديه،وذلك خوفا وتوجسّاً من ان تكون النداءات وصرخات الحرية والسيادة والمطالبة بقيام الدولة وبسط سلطتها على اراضيها بما فيها الجنوب على ما ورد في نداء الـ2000 ويستمر مع كتابة هذه السطور وما بعدها، ايذانا بـ14 آذار و26 نيسان ثانيين لنفس الاهداف الملحة الواردة بالتفاصيل في نداء المطارنة وبيانات قرنة شهوان ولقاءات البريستول وبيانات قوى 14 آذار وصولا الى مقررات لقاء معراب.

ان ديمومة واستمرارية وفعالية النداء الصادر عن الكنيسة هو من ديمومة واستمرارية وفعالية تعاليم الكتاب المقدس الراسخة والتي ذكرها السيد المسيح في انجيل لوقا 33:21 "اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ."

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: