لبنان يتسمر على الأولمبياد على وقع التهديدات… وهدية من بايدن

biden

وسط خواء سياسي داخلي يتعاظم يوماً بعد يوم ويترك لبنان نهباً لتداعيات أزماته الداخلية من جهة والمخاوف الكبيرة من حرب شاملة تكثر التحذيرات الخارجية منها، تسمرت أنظار اللبنانيين أمس، كما معظم العالم، على افتتاح وصف بأنه أسطوري وغير مسبوق لأولمبياد باريس في عرض خلاب عبر نهر السين الأيقوني خاطفاً الباب العالم على رغم التحدي الإرهابي الذي شهدته فرنسا قبيل حفل افتتاح الألعاب الأولمبية بتخريب سكك حديدية أثر بقوة على حركة مئات الألوف من السياح والمواطنين. ومع ذلك، فإن الاهتمام بتداعيات زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ومحادثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن لجهة تناولها الوضع على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية لم يغب عن واجهة المشهد اللبناني في ظل ما تردد على نطاق واسع من أن نتنياهو كان يسعى الى الحصول على ضوء أخضر من بايدن لشن عملية عسكرية ضد “حزب الله” في لبنان. وبدا واضحاً أن هذه المعطيات اتسمت بتبسيط للتعقيدات التي لا تزال تحول دون انزلاق الوضع في جنوب لبنان وشمال إسرائيل نحو مواجهة شاملة علماً أن الإدارة الأميركية لا تزال تحذّر وتمانع أي توسيع للحرب في لبنان ولم يظهر من محادثات بايدن مع نتنياهو أي تبديل في هذا الموقف الثابت. وعلى رغم الحذر الشديد الذي توجبه ظروف انتظار ومراقبة تطورات الوضع في غزة وتالياً في الجنوب في الأيام المقبلة تشير معظم المؤشرات الى استبعاد حرب شاملة أقله قريباً وقبل بلورة المسارات المتصلة بحرب غزة والجدية الإسرائيلية في التهديدات التي توجهها الى لبنان.

وفي خطوة دعم رمزية للبنان، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس تأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة لمدة ١٨ شهراً بسبب التوترات بين إسرائيل و”حزب الله”. وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أن بايدن سيعلن عن قرار تنفيذي يتعلق بهجرة اللبنانيين إلى الولايات المتحدة الأميركية، والقرار سيكون لمصلحتهم.

وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين “أننا نتطلع لإنهاء الحرب في غزة وفي جنوب لبنان ونتمنى إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان”.

وقال هوكشتاين: “نتمنى أن لا نحتاج لأكثر من 18 شهراً من التمديد للبنانيين في أميركا ونعمل على إنعاش الإقتصاد اللبناني بطرق مختلفة، معتبراً أن “حزب الله” هو من بدأ الحرب على إسرائيل من لبنان وربط الوضع بما يجري في غزة وأكد أن القتال في لبنان لن يتوقف ما لم يتوقف في القطاع”.

وأكد هوكشتاين أن الوقت حان لإنهاء المرحلة الأولى من وقف النار وإطلاق سراح بعض الرهائن قبل أن نصل إلى المرحلة الثانية وهي وقف الحرب بالكامل، لافتاً إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة وناقشنا عملية وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وقمنا بالضغط على حماس للتفاوض وإنهاء الصراع.

وأمس، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي معلومات تُفيد بأنّ “إسرائيل لن تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة للقيام بأيّ نشاط عسكري من أجل دفع الحزب بعيداً من الحدود” كما أنّ “الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل لن تسمح باستمرار الوضع على الحدود الشمالية على ما هو عليه” وفق الصحيفة. وأضافت “تايمز أوف إسرائيل” أنّ “إسرائيل تأمل في التوصل إلى حلّ من خلال التدابير الديبلوماسية، لكنّها لن تتردّد في اتخاذ إجراء عسكري إذا ثبت أنّ ذلك مستحيلاً”. وأفاد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن قائد القيادة الشمالية توجه إلى مقاتلي لواء غولاني بالقول: “عندما يحين الوقت ونبدأ الهجوم، سيكون هجوماً حاسماً وقاطعاً. دعمنا يأتي من السكان، دعمنا يأتي ممن يقف في ظهرنا وهم السكان أما وجوهنا وبنادقنا فهي موجهة نحو العدو”. كما قال قائد القيادة الشمالية: “نحن ملتزمون بتغيير الواقع الأمني هنا في الشمال. سيتمكن جميع سكان المطلة وكل سكان الشمال من العودة إلى منازلهم”. وتابع، “لقد قضينا بالفعل على أكثر من 500 عنصر في لبنان، معظمهم من حزب الله، ودمرنا آلاف البنية التحتية”.

وفي المقابل أعرب المتحدث باسم قوات اليونيفيل اندريا تننتي عن القلق إزاء تزايد كثافة تبادل إطلاق النار عبر خط الحدود، والمخاطر المحتملة لصراع مفاجئ وأوسع نطاقاً يصعب السيطرة عليه. ودعا جميع الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار، والعودة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، كونه الطريق نحو الاستقرار والسلام في النهاية. وقال تننتي : “سيقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتخاذ قرار بشأن تجديد ولاية اليونيفيل، التي توجد هنا لتنفيذ تفويضها بناءً على طلب مجلس الامن”. وشدد على أن القرار 1701 منح أكثر من 17 عاماً من الاستقرار النسبي بفضل التزام الأطراف به وهو يواجه تحديات تتمثل في نقص التزام عملي من إسرائيل ولبنان بتنفيذه بالكامل، ولكن لا يزال الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الحالي والعمل نحو تسوية طويلة الأمد للصراع. وأضاف: “نعتقد أن البنود الرئيسية للقرار 1701، بما في ذلك الأمن والاستقرار ودعم الجيش اللبناني والحل الطويل الأمد، لا تزال سارية ونجاح القرار 1701 يعتمد على التزام الأطراف”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: