رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي في حديث الى إذاعة “لبنان الحر”، أن “الدولة غائبة وسلمت مصيرها بالكامل الى حزب الله”، متسائلاً: “هل من الطبيعي أن تتفرج الدولة وتنتظر كيف سيقرر الحزب الرد مع إيران؟”.
وقال :”عندما يتحدث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، نجد ان خطابه لا علاقة له بالسيادة ولا بمصلحة لبنان بل بمصلحته الخاصة وهاجسه، وفي سبيل ابتزاز الحزب، فمنذ 3 أشهر لم يترك ما يقوله عن حرب الإسناد وعدم أحقية الحزب بها. اما اليوم فتغير خطابه حول حرب الإسناد، إذ بات متماهياً بشكل كامل مع الحزب، ومسألته صغيرة تنطلق من عقدة من الأحزاب الأخرى والتي لديها مبادئ، وبات يمارس عملية تصفية داخل التيار الوطني تجاه كل نائب قد يشكل خطراً عليه”.
ولفت حبشي الى أنه “إذا كانت هناك إمكانية للذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة فليذهبوا إذا كانت لديهم ثقة”، مؤكداً “ان الكل متضامن مع غزة ويرفض ما يحصل، لكن النقطة الخلافية هي كيفية مواجهة إسرائيل، وعلى المؤسسات الرسمية اتخاذ هذا القرار وعلى الشعب أيضاً المشاركة كي لا يكون قرار المواجهة فردياً”.
وشدد حبشي على أن “الحزب وجمهوره قلق، وهو يساعد إسرائيل أكثر من غيرها”.
وسأل: “هل هناك من يستطيع تفسير انعكاس جبهة الاسناد على أعداد الضحايا والدمار على الحرب؟”، لافتاً الى أنه “منذ اندلاع الحرب لم يسقط عدد كبير من القتلى الإسرائيليين لكن في الداخل تجلت قدراته العنفية في 7 أيار والطيونة وغيرها”.
وأشار حبشي الى أن “نوعية القياديين التي يتم اغتيالهم مغطاة أمنياً، وممنوع عليهم استعمال هواتفهم، ويعرفون التحرك أمنياً وليسوا مطلوبين من اليوم بل عرضت مكافآت للقبض عليهم في السابق وبالتالي يوجد خرق بشري ما لديهم”.
وتابع :”الحزب اعتبر ان الوسطاء نقلوا كلاماً خاطئاً بعد اخذ ضمانات بعدم ضرب الضاحية وبيروت وبالتالي من المخطئ رئيس البرلمان نبيه بري ام المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين؟”.
وذكر حبشي أن “وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف ذكر في كتابه كيفية تنسيق الرد وتأثيره على إسرائيل وبالتالي ماذا كان تأثير الرد في نيسان الماضي على الداخل الإسرائيلي”، مشيراً الى أن “الخطير بما حصل في اغتيال هنية هو حصوله ضمن ايران وهيبة الإمبراطورية الفارسية تضرب في عقر دارها”.
وأكد أن “إيران لا تريد حرباً إقليمية لذلك تنسق ردودها وبالتالي لا إمكانية لمواجهة كلاسيكية، كما أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله فصل بين إسناد غزة ومقتل إسماعيل هنية فإذا توقفت الحرب في غزة فإن الرد آت”.
وأضاف حبشي: “الحزب وضع لبنان واللبنانيين والمصلحة اللبنانية التي ستبقى تدور زوايا لكيفية الرد على مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سلمياني وما تقوله القوات اللبنانية ان الحزب لا حق له برهن لبنان للمصلحة الإيرانية”.
واستطرد: “القوة العسكرية للحزب ليست وحدها قادرة على رهن لبنان للمصلحة الإيرانية بل وجود أناس خائفون ويتلونون على حسب الظروف وعندما يرون أي تغيير في موازين القوى سينقلب خطابهم”.
ولفت الى أن “الياس الحصروني استشهد لأنه واضح ويواجه وله كلمته”. وقال : “طريقتنا للمواجهة اما بالرأي الواضح والتعبير عنه وان يعرف الحزب ان هناك أناساً لا يوافقونه ولا حل وسط بين اثنين ونحن نرفض المواجهة العنفية ونقول له لتجنيب لبنان تخطي السيادة لنذهب الى الـ1701”.
ونبه حبشي الى “أن الحزب يحتاج اليوم إلى تطبيق الـ1701 أكثر من العام 2006 ومن أي وقت مضى وهو يريد تطبيقه”. وأكد أن “الجيش اللبناني قادر على مواجهة إسرائيل ومن له نية صادقة يمكن ان يضع خبراته العسكرية بيد الجيش للمواجهة وبالتالي وضع استراتيجية دفاعية لإمكانية الدفاع عن لبنان”.
ولفت حبشي الى أن “ايران تعلم بالعمق ان هذه الحرب غير متوازية وإسرائيل تعيش رعباً حقيقياً، والبلدات الجنوبية مدمرة وهذا فقط من أجل الإسناد”، قائلاً: “لو كان لدى الحزب وإيران قناعة بإنهاء اسرائيل لما انتظروا وما انتظروا ضمانات من هوكشتاين”.
وأكمل: “الأخطر فيما يفعله الحزب هو قوله إنه لا يريد أحداً كشريك وإلغاء الجميع مما يضرب مفهوماً أساسياً وهناك عدد من اللبنانيين الذين باتوا غير مؤمنين بكيفية إدارة الأمور”.
ورأى أننا “بحاجة الى إعادة قراءة الحوكمة في هذه الدولة ونحن بحاجة للتفكير بكيفية استمرار الخلاف السياسي من دون أن تتأثر الحياة اليومية للمواطن”.
وأردف: “أقول بلا جزم ان لا أحد يريد الحرب الشاملة والجميع يريد تطويق ما حصل والحزب يتمنى الخروج من الزركة التي دخل بها والضغوط لم تؤد الى التهدئة بل زاد التصعيد والصراع بات صراعاً وجودياً بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لم يعر أي رأي دولي اهتماماً وبالتالي ربط مصير لبنان بما يحصل مغامرة بالمجهول”.
ودعا حبشي “الحزب”، الى “البدء بتطبيق الـ1701 وليبدأ بالتفكير بشكل آخر بلبنان”.