Search
Close this search box.

بين خطة الردّ الإيراني والضربة الإستباقية الإسرائيلية…خفايا “كلمة السرّ” من طهران الى حماس

iran-tahran

تكشّفت، في الساعات القليلة الماضية في كواليس التخطيط للردّ الإيراني ضد إسرائيل، الخطة الإيرانية التي كانت مُعدّة لهذا الردّ،

إذ أفادت مصادر خليجية شديدة الاطلاع أن ثمة “كلمة سرٍّ” أُعطيت من طهران لحماس منذ أيام قليلة، قبل انتخاب يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحماس خلفاً لإسماعيل هنية، بوجوب توليها الردّ الموعود منها على اغتيال هنية.

المصادر عينها أفادت أن السيناريو الذي كانت تتوخاه طهران يكمنُ في اغتيال مسؤول إسرائيلي رفيع كي تعود طهران وأبواقها ليتبنّوا العملية على أنها ردُّ حماس الذي تتبنّاه طهران وتوابعها.

وفي نفس الوقت، يكون بإمكان إيران “التملّص ” من كونها هي مَن نفّذت الاغتيال أمام الغرب، ملقيةً على حماس عبء المهمة على اعتبار أنها في حالة حربٍ مع إسرائيل، وبالتالي تجنّب الغضب الأميركي- الاسرائيلي تجاهها، وفي نفس الوقت ترك أبواقها الإعلامية لتوظيف قتل المسؤول الإسرائيلي كردٍّ على اغتيال هنية بصورة غير مباشرة.

حماس والهدف الإسرائيلي الثمين

من هنا، كان تأجيل الردّ لساعات ثم لأيام الى أن أيقنت القيادة الإيرانية عجز حماس عن القيام بمثل هذه العملية النوعية لصعوبة الوصول الى “هدف إسرائيلي ثمين”، وبالتالي لجأت  إيران الى سبل أخرى للردّ ومنها بعث رسائل مفادها أن إيران، من خلال تحريك قدراتها العسكرية، قادرةٌ على الردّ .

وبالتزامن، تمكّنت إسرائيل من كشف المخطط بحكم اختراقها الكبير للبيئة الإيرانية في بناها العسكرية والأمنية والمخابراتية والنظامية، فقرّرت تل أبيب تنفيذ ضربة استباقية كمؤشر منها بانكشاف خطة إيران بالاغتيال .

لا إيران ولا إسرائيل تريدان الحرب الموسّعة

إسرائيل، بإلزامها إيران  تنفيذ ردّها، تكون قد “حشرت” طهران سياسياً ومعنوياً وعسكرياً، خصوصاً وأنها أرفقت إلزام طهران بالرد بتهديدٍ حول تنفيذها هي ضربةً استباقية ضد إيران إن لم يتمّ تنفيذ الضربة، وعلى قاعدة معلومات وردت للإسرائيليين بأن إيران حشدت وسائل عسكرية كبيرة لاستهداف حيفا وتل أبيب من خلال البحر، وسفناً لتنفيذ العملية ما أوجدَ المبرِّر لإسرائيل للقيام بالعملية الاستباقية.

من هنا، من المرجَّح أن تكون طهران حالياً تبحث عن ردٍّ بأسلوب رمزي لتجنّب إثارة غضب إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية كي لا يكون هناك ردّ منهما يهدّد النظام الإيراني أو الدفع باتجاه حرب واسعة لا تريدها لا إيران ولا إسرائيل، خصوصاً بعد أن تمكّنت إيران من تحقيق مكاسب إقليمية ليس أقلها السيطرة على دول عربية في المنطقة غير مستعدة لخسارتها في أي حرب كبرى مع إسرائيل والولايات المتحدة .

وراهناً، يُحكى عن خلافاتٍ كبيرة بين القيادات الإيرانية الأمنية التي فوّضها المرشد الأعلى ومسؤولو حماس والجهاد، فيما طهران تمارسُ ضغوطاً كبيرة على التنظيمين لتخلّفها حتى الساعة عن القيام بالعملية المتّفق عليها، والتأخر بالردّ كل هذه الفترة، في حين أن طهران كانت تريد ردّاً سريعاً لم يتوفّر كي تستغله وتستثمره وتتبنّاه على أنه صادر عن حماس والجهاد .

السنوار ووحدة حماس السياسية والعسكرية

لعل انتخاب يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحماس، وهو القادر على توحيد القيادتين العسكرية والسياسية لحماس بيده، ما يمنحه سلطات وصلاحيات شبه مطلقة يغير من خلالها مشهدية الارتباك بين إيران وحليفَيها الفلسطينيَين باتجاه تنفيذ سيناريو ردّ، ما يطمئن طهران الى أنها حافظت على ماء وجهها بالحدّ الأدنى من الاستثمار السياسي لعملية دبّرتها ونفّذتها حماس .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: