كتب مركز رصد للدراسات الاستراتيجية – لندن:
جاء اختيار حركة “حماس” ليحيى السنوار ليكون زعيماً لها ليمثل خطوة استراتيجية تعكس بعض من النقاط التي يمكن تلخيصها في التالي: إن الحركة وبهذه الخطوة باتت أقرب ما يكون لــ”المعسكر الإيراني، خاصة وأن هذه الخطوة تعني وبكل وضوح رفض اختيار بعض من الوجوه المعتدة في التعاطي مع هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن، وتتعرض لها غزة”.
والمعروف أن السنوار يعتر بشدة بالمعسكر الإيراني، وله بالطبع الكثير من التصريحات المؤيدة لهذا المعسكر، حيث قال صراحة “لولا دعم طهران لنا لما تمكنا من بناء قوتنا العسكرية”.
وتمتلك حركة حماس الكثير من الخبراء ممن يعلمون تمام العلم إن تولي السنوار قيادة الحركة يمكن بالطبع أن يعقد المشهد الدولي والإقليمي، وستكون له انعكاسات في مجريات حرب غزة، وهو ما قاله صراحة عدد من عناصر الحركة في تصريحات تلت عملية الاختبار السنواري.
عموماً بات واضحاً أن الحركة ترغب في مواجهة الرغبة الإسرائيلية في القضاء عليها وهي الخطوة التي حشدت لها إسرائيل بالطبع دعماً دولياً أمتد من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وحتى بعض من الدول العربية التي ترى ضرورة القضاء على حماس، الأمر الذي دفع بالحركة إلى التحرك نجو المعسكر الإيراني خوفاً من الضياع.
ويشير تقدير موقف سياسي وضعته إحدى الجامعات الغربية عقب استشهاد إسماعيل هنية أن حماس كان بإمكانها اختيار زعيم لها قريباً من الدول العربية، وله صفات الاعتدال في إدارة الحركة، لكن الحركة فضلت البقاء اختيار يحيى السنوار رئيساً لها ليكون بمثابة صك دعم لإيران من قيادات الحركة.
ومع كل ما سبق بات واضحاً أن المعسكر الإيراني في الحركة يتصاعد بقوة، في ظل تحديات لا تنتهي ومنها مثلاً:
1- الحديث عن دقه وأهمية الوضع في غزة عقب انتهاء الحرب الحالية
2- الحديث عن وجود قوة متعددة الجنسيات ستقوم بإدارة شؤون القطاع، وهي القوة التي أعلنت بعض من الدول العربية أخيراً رفض المشاركة بها بعد أن أبدت ما يمكن وصفه بتأييد لهذه الخطوة في السابق.
3- هناك حديث لا ينتهي من أن السلطة الفلسطينية تتحفظ على الحديث عن مستقبل غزة، في ظل بعض من النقاط ومنها ضرورة إشراك السلطة في هذا المصير، خاصة وأن الحديث عن مستقبل غزة يتناول الكثير من النقاط من دون التطرق والحديث عن رؤية الشعب الفلسطيني في هذه النقطة.
4- لا تزال الشواهد تؤكد استمرار الحرب، وتعقد المفاوضات، وهو ما يزيد من خطورة الموقف على مختلف الجبهات حالياً
غير أن هناك بعض من الحقائق التي لا يمكن وبأي حال من الأحوال تجاهلها، ومنها مثلا:
أ- إيران وحدها كانت الداعم لحركة حماس وأيضاً الجهاد الإسلامي ولم تبخل أبداً عليهم بأي مساعدة
ب- جاء هذا في الوقت الذي امتنعت الكثير من الدول العربية مساعدة حركة حماس
ت- من هنا كان التوجه نحو إيران هو البديل الطبيعي للحركة بالنهاية من أجل الاستمرار في الحياة
عموماً بات واضحاً أن خطوة تعيين السنوار زعيماً لحركة حماس سيكون لها الكثير من الانعكاسات التي لن تنتهي، وستتواصل بقوة في ظل تواصل المقاومة وتواصل العناد الإسرائيلي لاستكمال الحرب في قطاع غزة.