Search
Close this search box.

الممانعة و”مفاجأة” الرد المنتظرة والمتوقعة

hezeb

 منذ 30 تموز 2024 تاريخ اغتيال المسؤول رقم واحد في الهيكلية العسكرية والأمنية في الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت فؤاد شكر ومنذ فجر اليوم التالي مع اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي في حركة حماس في طهران وحتى كتابة هذه السطور وما قد يليها من أيام وربما أسابيع، شخصت العيون واستنفرت الوسائل الاعلامية والصحية والاقتصادية والعسكرية على الدول المعنية بالرد وفيها محاولة تلمس او توقع او تكهن ماهية هذا الرد وحجمه وأثره، والأهم والاخطر تخوف الممانعة نفسها وتوجسها ورهبتها من ماهية الرد الاسرائيلي على الرد وما قد يجره من انخراط اميركي واوروبي في الرد غير المتوقع على الرد المنتظر، المتوقع المنتظر قد تدفع ثمنه الدولة الراعية للمانعة نعني بها الجمهورية الاسلامية في ايران.

ان البيانات والعبارات والخطابات والتهديدات القاسية الصادرة عن كل من ايران وحماس والحزب والتي صيغت ودبّجت وأكدت حتمية الردود المزلزلة “غير المزيلة” للعدو على ما ورد على لسان نصرالله في ذكرى اسبوع فؤاد شكر، دفعت المراقبين والمحللين “العرّافين” منهم والجديين الى توقع رد غير تقليدي قريب رهيب وغريب عن كل ما عهده العالم سابقاً على ما زخرت به ادبيات الخطب اللاحقة للاغتيالين والسابقة لهما في حال القيام بمثلهما او حتى في اقل منهما.

ناهيك عن عشرات آلاف الخروقات الاسرائيلية المتمادية الممتدة براً بحراً وجواً من آب 2006 وحتى عشية الثامن من تشرين الأول 2023 والتي لم تستدعِ رداً او حتى تهديداً بالرد تماماً كما كان يحصل حتى مع اغتيال قادة آخرين من حجم شكر كعماد مغنية وآخرين مثل سمير قنطار وحتى بعد استهداف مدنيين آمنين، وهنا يقرّ نصرالله في خطابه الاخير بما درج عليه اسلوب الممانعة في التعامل مع الاغتيالات والاعتداءات المثيلة بقوله: “لم نذهب إلى التصعيد عندما قتلوا قادة لنا أو مدنيين أما العدوان على الضاحية يجب أن يرى بعين مختلفة”.

يجمع المراقبون المتتبعون المتلمسّون للردّين الايراني والحزب الهي ان الطرفين المذكورَين المعنيَين بالرد يتهيّبان لحظة الرد او ما قد يليها ولهذا يتعمدّان ارسال اشارات متناقضة مترواحة بين التطمين بالردود المدروسة وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية وحقوق الانسان ومصالح الدول وبين الرد المزلزل للكيان الآيل للسقوط والانهيار بسبب خرقه للخطوط الحمر والذي لطالما خرقها على ما بيّنّا اعلاه.

يجمع كذلك من تلمّس تسريبات المعنيين بالرد لسيناريوهات الضربات او الهجمات او الأهداف ومواقيتها المفترضة، أنها نسخة غير منقحة عن رد 13 نيسان 2024 غير المفاجئ والمتوقع والمنتظر …

هناك ايض وفي نفس السياق من قرأ في تعمّد الحزب لبثه العلني الاعلاني الاعلامي  للمواقع الاسرائيلية الحيوية الاستراتيجية العسكرية والامنية عبر “هدهده” السرّي   وفي حلقات ثلاث، كشفاً مسبقاً غير مبرر  لـ”بنك اهداف الحزب” وتنبيها مسبقاً للعدو بـ”التحوّط” بدل مباغتته باستثمار مهمة الهدهد بالتصوير عبر الانتقال الى مرحلة الاستهداف والتدمير، وهنا نقف امام المعلومات التي تحدثت عن الاحداثية التي ارسلها “الهدهد” لقيادة الحزب عن ملعب كرة القدم في مجدل شمس وعن تدريبات للجيش الاسرائيلي فيه وعن ان الصاروخ الذي سقط على اللاعبين الصغار انما كان يقصد منه الجنود الذين اخلوا الملعب قبل ايام من دون ان يقوم “هدهد” الحزب التجسسي التصويري بالـupdate الضروري لمثل تلك المهمات… وانطلاقاً من العلم المسبق لا بل الإعلام المسبق بالشيء يكون الحزب امام سيناريو رد أبلغ به العدو قبل تنفيذه على طريقة 13 نيسان 2024.

لا بد امام صم آذان البعض بسبب صدوح أصوات طبول الحرب في المنطقة وعلى رأسها لبنان المسدّد الأول لأثمان المواجهة والمساندة والمزايدة، ان نقف عند الخوف والرعب والتوجس والتهيب الذي يشعر به  اللبنانيون بأجمعهم ويعبرون عنه ممانعين  مؤيدين للحرب والرد ورافضين لها وله، بما قد تُرتّب عليهم تلك الحرب وذاك الرد من ويلات انسانية واقتصادية تحدث عنها كل المسؤولين الرسميين المعنيين والاقتصاديين من كافة الطوائف والاحزاب والاطراف، وليس هناك من يأمل ان تصمد  خطة الطوارئ الحكومية امام موجات النزوح والمصابين والدمار وربما الحصار في دولة منهارة اصلاً ومتخلفة عن اتمام  أدنى مسؤولياتها ومستحقاتها.

وهنا ايضاً نحن امام مفاجأة غير مفاجئة متوقعة ومنتظرة مع الأسف والأسى الشّديدَين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: