ليست المرة الأولى التي نسمع فيها أن لبنان دخل العتمة الشاملة بسبب سوء إدارة ملف الكهرباء من الحكومات المتعاقبة منذ ما يقارب العشرين عاماً، إلا أن اليوم لبنان لا يحتمل العتمة في ظل التوترات الأمنية التي يعيشها، ناهيك عن أن اللبنانيين ضاقوا ذرعاً من قصة الكهرباء.
هذه المرة دخل لبنان العتمة بسبب النقص الحاد في الفيول أويل ما أخرج معملي الزهراني ودير عمار عن الخدمة، فسارع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال الى وضع الحلول البديلة بالاتفاق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بانتظار شحنة الفيول العراقي التي تصل الى لبنان في العاشر من أيلول المقبل.
وفي التفاصيل، أنه وبانتظار الشحنة العراقية، اتفق فياض وميقاتي على تأمين 5000 طن من الفيول الى منشأة الزهراني ولتأمين ساعات التغذية للمرافق الحيوية، لكن المحاولة باءت بالفشل لأنها بحاجة الى اجتماع مجلس كهرباء لبنان، الأمر الذي يصعب حصوله بسبب سفر رئيس المجلس كمال حايك خارج لبنان.
ومن الممكن انعقاده برؤس العضو الأكبر سناً سالم سليم ولكن المنتمي الى التيار الوطني الحر كريم سابا رفض الحضور ما ادى الى فقدان النصاب في المجلس، وتشير المعلومات الى ان رفض سابا اتى بطلب من الوزيرة السابقة ندى البستاني التي أشارت بدورها الى أن المجلس يجب أن ينعقد برئاسة حايك فقط.
فاقترح فياض تأمين ٥٠٠٠ طن لمتابعة سير المرافق الحيوية في البلد لحين وصول الشحنة العراقية، ولكن هذا الأمر لم يحصل للأسباب عينها، وطلب فياض من مصلحة الليطاني زيادة انتاج الطاقة الكهرومائية.
في المحصلة، لا حل لتوقف معملي الزهراني ودير عمار الا بانعقاد مجلس كهرباء لبنان، لذلك تبقى الامور عالقة الى حين عودة كمال حايك من السفر وانعقاد المجلس المتوقع يوم الإثنين المقبل، وتشير المعلومات ايضاً الى ان الخلاف الحاصل في ادارة ملف الكهرباء وشراء الفيول اويل والغاز، مرده الخلاف بين فياض والنائب جبران باسيل الذي لا يزال يضع يده على الملف منذ عام ٢٠٠٨.