كتب مارون مارون:
لا، لسنا من الشتّامين أو الشامتين لا سمح الله، لأننا أبناء المسيح والرجاء والكنيسة، ولأننا كذلك، لا لن نصف 17 أيلول باليوم المجيد، كما وصف نصرالله 7 أيار يوم اجتاحت مليشياته العاصمة بيروت وسقط الأبرياء على يد مَن يدّعون أنهم حُماة الأرض…
لا، لن نُقيم الحواجز لتوزيع الحلوى كما فعل أهل الحقد والإجرام والكراهية يوم اغتالوا النائب الشهيد جبران التويني، أو يوم اغتالوا الوزير الشهيد بيار الجميّل وغيرهم من القامات السياسيّة والإعلامية المرموقة.
لا، لن نعلن أن 17 أيلول يوم وطني كما أعلن أحد الخارجين على القانون من خلال وصفه لمشهد اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل وتهديده بالقتل لأي رئيس قد يُنتخب من خارج إرادة الممانعة…
لا، لسنا مثل هؤلاء الفَجرة ولن نكون… لن نكون إلا أرباب ثقافة التعالي على الجراح، وقوم لا يؤمن إلا بالحق والحقيقة، والحقيقة تقتضي القول ان ما قامت به اسرائيل عمل غير مسبوق وقد فاق كل التوقّعات، وهذا ليس مُستغرباً من دولة يُصنّفها لبنان على أنها دولة عدوّة، وبالتالي لن تُبالي بعدد الضحايا، بل على العكس فإن وسائل إعلامها تفخر بما حقّقت أجهزتها الأمنيّة، إنما المستغرب والمستهحن وغير المفهوم هو أن تقوم قيادة “حزب الله” بفتح جبهة جنوب لبنان منذ عام تقريباً، وتزجّ بشبابها وبلبنان عامة في أتون حربٍ لا ناقة لنا فيها ولا جَمَل…
وعليه، فإن كانت إسرائيل قد ارتكبت جريمة، وهي كذلك، فإن الجريمة الأكبر والتي لا تُغتفر تتجسد بمَن استجر هذا الدب الإسرائيلي إلى الكرم اللبناني، فلا هو قادر على قتله ولا على الهروب منه ولا على مقاومته، فكل ما هو قادر عليه أنه يلعب بالنار، والنار لا ترحم ولا تبقي أو تذر…
باختصار، لا خلاص للبنان إلا أن عبر مبادرة “حزب الله” إلى تسليم سلاحه طوعاً للجيش اللبناني، وإلا سنستفيق كل يوم على مشاهد دامية وبكاء ودموع وأشلاء… تفجير المرفأ نموذج، واختراق أجهزة الإتصال نموذج آخر، واللائحة قد تطول، ومَن قال مثلاً أن إسرائيل غير قادرة على تفجير الصواريخ وهي في الأنفاق والمستودعات والمخازن وفقاً لإمكاناتها التي استخدمتها في تفجير ال Pagers؟
الأسئلة كثيرة، القلق كبير، الشعب مُنهك، البلاد على كف عفريت، والجواب واحد… سلّم سلاحك، لنسلم جميعاً وليسلم لنا لبنان… والسلام.