كتب أنطوان سلمون- لماذا سمير جعجع؟
لطالما طُرح هذا السؤال من الابعدين قبل الأقربين ولطالما طرح من المنزعجين من العطف والاستعطاف والالتفاف حول شخصه ومشروعه وقواته كما طرح من المحبَطين من استمرار وتمادي حملات الظلم والتجني والاستهداف التي يشنها الاعداء والخصوم في الخارج والداخل والحسّاد من كل حدب وصوب.
وبورصة الاستهداف ترتفع عند كل منعطف وكل خطر تقف امامه البلاد وتتعرض له العباد من كل الطوائف وعند ارتفاع حدة معارضة سمير جعجع لوضع شاذ قائم وقوة تحذيره من الآتي القريب او البعيد انطلاقا من النهج المعتمد و”المعتور”، ولأن سمير على خطى البشير في اعتناق “قول الحقيقة مهما كانت صعبة” تتآلب عليه القوى المتضررة من كشف صعوبة ومرارة حقيقتهم وتكيل له السباب والاتهامات وتحيك المؤامرات محاولة الاضعاف عبر الاجحاف واذ به لا ينال الا التفافاً وإنصافاً هو وحزبه موثقين بنتائج الانتخابات الطالبية النقابية المهنية البلدية فالنيابية.
لم تنفع اعادة فلفشة دفاتر ماضي الحرب الاليمة التي غالباً ما يعتمدها التاجر المفلس الفاشل، ولم تنفع محاولات تركيب الملفات سابقاً وحديثاً ولا محاولات التصفية السياسية والجسدية في ثني سمير جعجع عن مقاومته السياسية ورؤيته المستقبلية السيادية للدولة بمؤسساتها وحسن سيرها وضبط وانضباط مسارها ويبقى اداء نواب حزب القوات ووزرائه نموذجاً “دولتيا” مؤسساتياً يحتذى به.
وطبعا اداء الوزراء والنواب القواتيين على خطى خطاب “بشير” الرئيس المنتخب في تلفزيون لبنان والذي توعد الفاسدين بـ”ما رح يعرفوا الله وين حاططن” وتوجيهات “سمير” اذ نقلت صحيفة السفير في 8 كانون الاول 2016 عن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قوله: “سأقطع رأس أي وزير يسخّر وزارته لأغراض انتخابية وغايات صرف نفوذ”.
وتصديقاً للسير على خطى “بشير” وخلف توجيهات “سمير” نقرأ مواقف الأبعدين عن النموذج “القواتي” في الحكم للعبرة والتنفيذ، اذ يقول سالم زهران في 13 نيسان 2017: “وزراء القوات أنضف وزرا بهالحكومة” ليكرر في 19 تموز من العام 2019: “وزراء القوات الحاليين والسابقين هنّي خارج دائرة الفساد”.
اما في 13 حزيران 2017 فيقول رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي الحالي علي حجازي: “وزراء القوات اللبنانية يتمتعون بالنزاهة ونظافة الكف والمثابرة”، وفي 8 آذار 2018 يقول النائب في كتلة فرنجية فريد هيكل الخازن: “وزراء القوات كفهم نضيف”، وفي 4 تموز 2018 يقرّ رئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل: “انا لا اتهم القوات بالفساد”.
لتكشف النائبة التغييرية بولا يعقوبيان في 4 آذار 2019: “القوات اللبنانية هي الجهة الوحيدة التي لم يتمكن أحد من اثبات أي ملف فساد بحقها”.
اما في النضال الحقيقي الفعلي المقاوم عسكرياً وسياسياً بوجه الاحتلالات والانتهاكات للوطن والسيادة والدفاع عن الكرامة والحرية وصونهما فمواقف القوات ريادية وسباقة وثابتة في هذا المجال كما في كل المجالات الوطنية ذات الصلة وهنا تستوقفنا مواقف بارزة لعلّها تجيب بحسم ومنطق على البعيدين المستهدِفين كما على المتعاطفين والملتفين المنصفين على سؤالهم: “لماذا سمير جعجع؟”
-يقول سمير جعجع في مقابلة له مع “النهار العربي والدولي” في 25 حزيران من العام 1984: “انا أسأل لماذا إذا أراد أحدنا أن يصبح مهندساً، يدرس أربع أو خمس سنوات. وبعدها يمارس لسنتين أو ثلاث سنوات، لكي يحقّ له عندئذ أن يدير ورشة صغيرة. بينما من سيدير مصير البلاد والعباد يتم اختياره على أساس ألا علاقة له لا بالبلاد ولا بالعباد. فهو رجل مشلول غير ملتزم وغير فاعل وغير منتج. السياسة علم قائم بذاته. ولا يجوز التعاطي بالسياسة بهذه الخفة والسطحية والجهل. السياسي يجب أن يكون ملّماً بالفلسفة والدين والتاريخ والجغرافيا والاستراتيجية والعسكر والاقتصاد والمجتمع. فالحقل السياسي ليس حقلاً لمن لا عمل لهم”.
-من مذكرات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير نقرأ عن سجن رئيس “القوات”: “في الأساس، جعجع كان الهدف لدى السوريين والعقبة التي كانت تعترض طريقهم للسيطرة الكاملة على لبنان، فبوجود جعجع وقوّاته اللبنانيّة عجز السوريون عن السيطرة على المسيحيين، لذا وبعد تشاور “السوري” مع عملائه المسيحيين في الداخل كان الخيار الوحيد هو اعتقاله، كون اغتياله سيُشكّل لهم مشكلة أكبر مع المسيحيين، بسبب أنَّ التنظيم القوّاتي كان قادراً على المواجهة رغم تسليم السّلاح”.
وتحدّث البطريرك صفير عن المخطط السوري الذي تمّ بالتّنسيق مع بعض المسيحيين للتخلّص من جعجع عبر رفع الغطاء المسيحي عنه: “أرادوا أن يُعرقلوا أيّ محاولة إلتفاف مسيحي حول اعتقال جعجع ومنع خلق قضية من ذلك، فقاموا عبر رموزهم الأمنية بتفجير كنيسة سيدة النجاة وبشنّ حملة إعلاميّة مركّزة وبإطلاق سلسلة شائعات واسعة بحقّ جعجع، وكان ما كان”.
-نقرأ ما صرّح به الرئيس السابق العماد ميشال عون في 8 كانون الاول 1989 عن “أنّ القيّمين على قيادة القوات اللبنانية لم يغيّروا أهدافهم كما يعتقد البعض وأنّ شهداء القوات اللبنانية الذين سقطوا في ساحة الشرف دفاعاً عن سيادة واستقلال لبنان ووحدة الصف في الحرية وفي كرامة الوطن لا يُحصَون…”.
وقد تكون خير مبادرة للحل يجتمع ويجمع عليها اللبنانيون هو في انتخاب سمير جعجع، حامل الصفات والميزات والمؤهلات الواردة أعلاه، كفعل انقاذ لا كردة فعل على استفزاز.