“لن نقع في فخ نتنياهو الذي يراهن على إستدراج “حزب الله” ليبادر إلى توسيع الحرب وهذا ليس في محله، وسيكتشف أن رهانه لن يلقى التجاوب”، هذا ما أكده رئيس المجلس النيابي نبيه بري لصحيفة “الشرق الأوسط” في 23/6/2024 بقوله: “نحن من جانبنا لا نريد الحرب ولن ننزلق إليها، لكن من حقنا الدفاع عن النفس بكل ما أوتينا من قوة وإمكانات، ولن ندّخر جهداً لتأمين مقومات الصمود لأهلنا في الجنوب لمنع إسرائيل من تهجيرهم”.
“ب لا زعل”، كيف لبري أن يترجم قول: “نتمسك بقواعد الاشتباك، ونطالب بتطبيق القرار 1701، وما على المجتمع الدولي إلا الضغط لتطبيقه على جانبي الحدود بإلزام إسرائيل بوقف خرقها الأجواء اللبنانية” وأمين عام “حزب الله” حسن نصرالله كرّر موقفه الرافض للبحث بتطبيق الـ1701 أو بوقف جبهة لبنان قبل وقف الحرب بغزة؟!
كيف لبري أن يدعو “الولايات المتحدة الأميركية الى أن تمارس “الضغط الكافي على نتنياهو لوقف عدوانه على لبنان”، فيما نائب نصرالله الشيخ نعيم قاسم يتهم أميركا بـ”الدجل” معلناً في 22/9/2024 أن “أميركا غارقة من رأسها إلى أخمص قدميها بالعدوان والإبادة مع إسرائيل”؟!
إستاذ نبيه، الحرب لا تحتاج الى طرفين فهي ليست رقصة “تنغو” لينطبق عليها it takes two to tango. يكفي أن تواصل إسرائيل ضربتها بغض النظر عن إعتصام “حزب الله” بنظرية “الصبر الاستراتيجي” أو بشعار “قواعد الاشتباك” أو رفضها الاستدارج كي يعيش لبنان حرباً قد تكون أسوأ من خوضها من الطرفين لأنها تتحول الى حرب إستنزاف.
لا شك في صدق نوايا الرئيس نبيه بري بعدم الرغبة في الدخول في الحرب ولا شك في عدم رغبة “حزب الله” بتوسّعها، لكن هل إطلاق المواقف كفيل بردع إسرائيل؟!