كتب جاد حاوي في موقع LebTalks:
أن تُباع في السياسة لهو أمر وارد، لكن أن تباع بالرخص الذي بيع فيه “حزب الله” لهو أمر مذل. غابت إيران جدياً عن متابعة قضية مقتل أمين عام الحزب حسن نصرالله وأبرز قياداته بشكل جدي. اكتفت بالبيانات والتهديدات المكررة التي لا تؤثر على شيء، من دون التدخل الجدي بأي عمل عسكري أو حتى ديبلوماسي لوقف الضربات الإسرائيلية التي تقسم ظهر الحزب حالياً.
ما تريده إيران في هذه الفترة، يكرره محللون سياسيون دوليون. هي تريد أن تفتح باب المفاوضات مع الرئيس الأميركي جو بايدن، فتضع المداميك الأساسية لاتفاق مستقبلي وتلزم أي رئيس أميركي جديد بمتابعة ما تم التوصل إليه مع حكم بايدن الذي شارف على الانتهاء.
تستشعر طهران ضعف الإدارة الأميركية وميلها لتحقيق إنجاز معنوي قبل مغادرة بايدن البيت الأبيض، فتقدم أوراق اعتمادها لواشنطن علّها تكسب ديبلوماسياً في الأشهر القليلة المتبقية له في الرئاسة الأميركية.
والتفاوض مع واشنطن لا يحصل بمجرد التمني كما يعلمنا التاريخ، بل يفترض تقديم كبش فداء وإعلان نوايا مكتوبة بالدم قبل أن تحصل إيران على مرادها. ضمن هذه اللعبة، “راح حزب الله فراطة” وتم بيعه على طبق المصالح الإيرانية، فيما ما كان ممكناً لإسرائيل أن “تتفرعن” ضد الحزب وأن تقاتله من دون ضوابط لولا رفع الغطاء الإيراني عنه.
لقد أسست إيران “حزب الله” عام 1982، واستخدمته لسنوات طويلة في تنافسها مع الغرب، لكن الآن حان موعد تثميره وبيعه من أجل المصالح الإيرانية. راح الحزب رخيصاً جداً، ومجرد كبش فداء لكي تقبل الإدارة الأميركية التفاوض مع إيران، وهو تفاوض قد لا يتم أصلاً إن رأت واشنطن أن الكبش غير مثمن ولا يكفي للقبول بالجلوس على نفس الطاولة مع طهران.