أكّد الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، أنّه “قضى” على روحي مشتهى “رئيس حكومة حركة حماس” في قطاع غزة، إلى جانب مسؤولين أمنيين في الحركة وهما سامح السراج الذي تولى الملف الأمني في المكتب السياسي لـ”حماس” ورئيس آلية الأمن العام لـ”حماس” سامي عودة.
وصفَ الجيش الإسرائيلي مشتهى بأنّه “رئيس الوزراء الفعلي” لـ”حماس” في قطاع غزة وقد تمّ استهدافه مع الآخرين عبر ضربة جوية حصلت قبل ثلاثة أشهر في شمالي غزة واستهدفت نفقاً كان الثلاثة يختبئون فيه.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ “النفق هو عبارة عن مجمّع تحت الأرض محصن ومجهز، وكان يعمل كمركز قيادة وتحكم لحماس ويمكّن كبار العناصر من البقاء بداخله لفترات طويلة من الزمن”.
وفقاً للجيش الإسرائيلي، فقد كان روحي مقرّباً جدّاً من زعيم الحركة يحيى السنوار، إذ أسّسا معاً قوة الأمن الداخلي لـ”حماس”، وأمضيا فترة من الزمن في سجن إسرائيلي.
وكانت مهمة هذه القوة المعروفة باسم “قوة المجد” هي تعقب المتعاونين من السكان المحليين مع إسرائيل.
وأكّد الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ “روحي مشتهى كان لغاية اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأوّل أعلى شخصية في المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، وخلال فترة الحرب قاد الأنشطة الحكومية لحماس”.
وفي تشرين الثاني الماضي وصف رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب مايكل ميلشتاين مشتهى بأنّه بمثابة “النصف الآخر لسنوار”.
وُلد مشتهى في حي الشجاعية في غزة، وهو ابن لعائلة لاجئة فلسطينية من مدينة بئر السبع الواقعة في جنوب إسرائيل.
وتلقى مشتهى تعليمه في مدارس حي الشجاعية وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة، وأصبح نشطاً في مؤسساتها، وفقاً لصحيفة “هآرتس”.
في العام 1988، وبالتحديد بعد نهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، اعتقل مشتهى أثناء وجوده في مستشفى بغزة، إذ أصيب أثناء محاولته تجميع أو تركيب قنبلة، ممّا أدّى إلى كسر في أصابعه، بحسب الصحيفة.
واعتقل بعدها وتمّت محاكمته في إسرائيل وصدرت عليه سبعة أحكام بالسجن المؤبد.
وخلال فترة سجنه، شغل مشتهى منصب “كبير السجناء” في “حماس”، حيث كان مسؤولاً عن قيادة المفاوضات مع ممثلي إدارة السجون الإسرائيلية بشأن ظروف السجناء، وشارك في تنظيم إضرابات عن الطعام.
وأطلق سراح الرجل مع السنوار في تشرين الأوّل 2011 كجزء من صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، لينتخب بعدها عضو في المكتب السياسي لـ”حماس” في العام 2013. ومنذ ذلك الحين، ظلّ عضواً، إذ أعيد انتخابه مرتين في عامي 2017 و2021.
خلال عمله في المكتب السياسي، كان مسؤولاً عن علاقة “حماس” مع مصر، وأدار المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل من خلال الوسطاء المصريين.
يعتبر مشتهى واحداً من أقوى الشخصيات في “حماس”، وفي العام 2014، نجا من محاولة اغتيال عندما تمّ قصف منزله.
في 2015 أدرجت وزارة الخارجية الأميركية مشتهى على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين” واعتبرته من مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.