على أولوية رصد التطورات الميدانية المتصاعدة والملتهبة، برز للمرة الأولى تطوّر لافت استوقف المراقبين، وتمثل بما يُعتبر المؤشر العلنّي الأول لتعامل الولايات المتحدة مع الملف الرئاسي اللبناني من زاوية التطورات الحربية القائمة راهناً. إذ إنّ موقع “أكسيوس” الأميركي نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ “البيت الأبيض يريد استغلال ضعف حزب الله لانتخاب رئيس لبناني جديد”، لافتين إلى أنّ “إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أنّ هناك فرصة لتقليص نفوذ الحزب وانتخاب رئيس”. وأشار الموقع إلى أنّ “قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا كمرشح للرئاسة”.
وفي موازاة ذلك، أشارت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين، نقلاً عن مصادر فرنسية متابعة للوضع في لبنان، إلى أنّ “إسرائيل تسعى إلى إقفال الحدود اللبنانية السورية في ظل الدعم الأميركي الذي يرى أنّ ما تقوم به إسرائيل حالياً هو بمثابة لبنان جديد من دون الحزب، وإسرائيل مقتنعة بأنّها تقوم بعمل سيؤدي إلى شرق أوسط جديد ولبنان جديد”.
ولفتت المصادر إلى أنّه “يتصاعد قلق فرنسا على لبنان والنازحين والأوضاع الإنسانية، وترى باريس أنّه حان الوقت لانتخاب رئيس بسرعة في لبنان. كما أثنت باريس على جهود وليد جنبلاط مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري لمحاولة توحيد المواقف الداخلية من أجل انتخاب رئيس توافقي”.
وأوضح أنّه “تتكثف الاتصالات على أعلى المستويات بين الرئاسة الفرنسية ووزير الخارجية الفرنسي مع رئيسي المجلس والحكومة ووليد جنبلاط. ويجهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وقد وافقت الولايات المتحدة وبعض الدول العربية على المشاركة فيه، ويسعى ماكرون إلى أن يكون المؤتمر على مستوى عال”.