كتب أنطوان سلمون
انطلاقاً من آلية استقاء أسرار المعلومات والقدرات والنوايا التي يخفيها "الكبار" عن المراقبين المترقبين من عامة الشعب وخاصته من ما يكشفه البعض، أتى تصريح الوزير السابق سليمان فرنجية من عين التينة ليميط اللثام عن كثير مما خبأه ويخبئه الثنائي الشيعي بقيادة الحزب وما حاول أن يمرره بيان ثلاثي بري - ميقاتي - جنبلاط مجمّلاً مموّهاً، كما أتى التصريح ليطيح ما يمكن أن يبني عليه اللبنانيون الوطنيون السياديون مما اعتبروه عن حسن نية تبدلاً أو تغييراً إيجابياً نحو الدولة السيدة الحرة المستقلة.
بالنسبة للتهمة الجاهزة الموجهة للسياديين بالرهان على العدو الاسرائيلي وعلى نتائج الحرب الدائرة لاستثمارها في الداخل وفي طعن المقاومة يقول فرنجية: "فلننتظر المعركة ونتائجها، الأيام المقبلة ستؤكد أن المعركة لن تكون في مصلحة العدو الاسرائيلي، نراهن على انتصار المقاومة ولننتظر وقف إطلاق النار لنرى كيف نتفاهم وننتخب رئيساً وطنياً عربياً يحمي ظهر المقاومة"، أي أن انتخاب رئيس سيبقى معلقاً ومربوطاً بنتائج الحرب والذي يراهن المرشح - الذي ما زال مدعوماً من الثنائي على ما أبلغه الرئيس بري - على استثمارها بعد وقف إطلاق النار ووقف العدوان معلناً انتصار محوره لتنصيب مرشحه رئيساً غير توافقي.
وهذا التوصيف الأخير لفرنجية برّره بانه "لا وجود لرئيس يرضي الجميع" كما نزع المرشح في حال انتخابه عنه صفة الشرعية اذ دعا لرئيس شرعي ليس فقط قانونياً أي بتعبير القانونيين والدستوريين والبرلمانيين ان مجرد الانتخاب تكون نتيجته قانونية اما شرعية المنتخب فتكون انعكاساً مبدئياً ووطنياً لشرعية تمثيل طائفته ورضا والتفاف الطوائف الاخرى وهذا ما يفتقده المرشح ويفتقر اليه.
وتأكيداً على ان مرشح الثنائي منحازاً لمحوره ومنقاداً أكثر من أذرع "المحور" نفسه ومرتبطاً ومنساقاً الى رئيسه الايراني أكثر من نبيه بري نفسه غمز فرنجية من قناة ما ورد في بيان الثلاثي بقوله"البعض أعلن استسلامه قبل المعركة."
ليلتقي مع توجيهات خامنئي من ايران وتصريحات وزير خارجية عرقشي بعيد البيان الثلاثي في الواجب المقدس المفروض في استمرار القتال حتى آخر لبناني، وفلسطيني، وعراقي ويمني وسوري دفاعاً عن ايران.
كما يلتقي المرشح "التوافقي" مع ثقافة المحور وممارساته بإيلاء الارواح والخسائر والكوارث اسفل سلم اولوياته لتكون "اسما الأهداف "الانتصار" لو مهما صار.
اما المهم في تأكيد المؤكد في توصيفات المرشح التي تعكس حقيقة الاصطفافات هو في تبرير شكّ القوات والقوى المعارضة الأخرى بـ"خدعة" البيان الثلاثي والذي فرض على المعارضين ان لا "يُلدغوا" من "جُحْرِ" المناورات والتراجعات الشكلية واللفظية التكتيكية مرّة اخرى قبل الانقلاب على الداخل، بعد "الانبعاث" و"الانتصار"، الذي يهدد به محور الممانعة من قيادييه او من تبّقى منهم الى اصغر مغرد وناشط ممانع على مواقع التواصل الاجتماعي.
خلاصة، وانسجاماً مع المصداقية المعروفة عن المرشح فرنجية في وفائه لـ"الخط" ولممثله في لبنان الامين العام الراحل نصرالله والذي عبر عن ولائه المطلق له في 29 كانون الثاني 2016 مغرّداً السيّد حسن نصرالله هو سيّد الكل"، فإن استمرار التزام الثنائي بفرنجية مرشحاً او لا احد، لا يمكن الا ان يكون تلزيماً والحاقاً متمادياً للساحة اللبنانية ولو مدمرة وللبنانيين ولو مقتولين لارادة وادارة وليّ السيد الراحل والسيد اللاحق الايراني.