في صبيحة 13 تشرين 1990، وبعد 47 دقيقة من بدء إجتياح الجيش السوري المنطقة المحرّرة، أعلن العماد ميشال عون عن إستسلامه وتسليم قيادة الجيش للجنرال إميل لحود تاركاً وحدات قتالية عدة في ساحات الشرف تواجه باللحم الحي الغزاة من دون أن يصلها أمر الاستسلام بعدما هرول من قصر بعبدا الى السفارة الفرنسية.
حين سئل عون لماذا لم يغادر قصر بعبدا طالما أنه كان مدركاً أن قرار إزالته إتخذ وتبلغ ذلك رسمياً عبر أكثر من رسول وتلمّسه مع سقوط الخطوط الحمر بمجرّد تحليق سلاح الجو السوري فوق قصر بعبدا في 12 تشرين، أجاب: “لأثبت للعالم أن هناك مؤامرة كونية ضدي والكل تخلّى عني”. نعم كي يروي غلي “جنون العظمة” مارس الإنكار حتى اللحظة الأخيرة، فحطّم المناطق المحرّرة وأدخل المكون المسيحي منهكاً مهشّماً في زمن “الطائف”.
“ب لا زعل”، اليوم “حزب الله” قد لا يفرّ من الميدان ولكن هل يكرّر سيناريو عون عبر تحطيم كل لبنان وإنهاك شعبه وفي الاخص المكوّن الشيعي ليثبت أن هناك “مؤامرة كونية” ضده و”الكل تخلّى عنه”، فيستمّر بالإنكار بأن ما روّج له طيلة 40 عاماً بأنه يردع إسرائيل عن الاعتداء على لبنان أضحى في خبر كان؟