“الممانعة” الاعتباطية.. ومبادرة سيّد معراب

lebanese-forces3-800x549

جاد حاوي

يُختبر البشر في ساعات المحنة، تماماً كما تظهر المواقف الاعتباطية في الساعة نفسها. قررت “معراب”، بما تمثله من قوة وحضور شعبي وسياسي، اقتراح حل في خضم الحرب، فكان بيانها واضحاً بضرورة تطبيق القرارات الدولية التي يمكنها أن تنهي المحنة.

في المقابل، بدت مواقف “قوى الممانعة” اعتباطية، عشوائية وسريعة. انتقدت شكل اللقاء بدلاً من الرد والوقوف على مضمونه. ربما لم تقرأ مضمونه حتى، فبدت عمياء، عينها مطمشة، من دون رأي ذي أثر.

رفض صحافيو “الممانعة” ومن يدور في فلكهم البيان ومشروع الحل بشكل مطلق. أطلقوا سهامهم على سيّد معراب سمير جعجع، فتحوا القبور ونبشوها، دون تقديم أي حل مقابل.

أزمة هؤلاء ليست بأنهم يكرهون ما تمثله معراب من خط سياسي سيادي، بل أزمتهم في الاعتباطية والعمى. لا يرون ميزان القوى بينهم وبين إسرائيل بشكل حقيقي. لم يتقبلوا بعد أن زعيمهم التاريخي، حسن نصرالله، مات. لم يتقبلوا أن معظم اللبنانيين لا يريدون حرباً غامروا بإطلاقها دون مراجعة أحد. لم يفهموا بعد أن دول العالم أجمع ترى أعمالهم عدائية غير مقبولة وغير قانونية. لم يتقبلوا بعد أن خلاص لبنان يكمن في السير ضمن مظلة الشرعية الدولية وتطبيق قراراتها الملزمة وذات الصلة، وتحديداً القرارات رقم 1559، 1680، و1701.

من يدري، ربما يتحول هذا المطلب اليوم إلى أمنية غداً. إن مكابرة “الممانعة” وقواها وعدم تطبيقها لهذه القرارات المنصفة للبنان وسيادته، قد تجعلهم يتمنونها غداً. فالرهان على الميدان والمعركة العسكرية كالرهان على لعبة القمار، قد تصيب أحياناً، لكنها لا تصيب في أغلب الأحيان.

فليتواضع “حزب الله” ومحبيه، ويقللوا من المواقف الاعتباطية رأفة بهم وبلبنان. الكف عن الاعتباطية مصلحة لهم، فإن المكابرة ستؤذيهم حتماً في الغد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: