Search
Close this search box.

بالشواهد: مراهنة باسيل على “العدو” في السياسة والرئاسة (أنطوان سلمون)

أنطوان سلمون

على الرغم قساوة ما يرزح تحته اللبنانيون من أخطار تتهددهم واضرار وموجات قتل وتهجير ودمار تطالهم، لا يتورّع التيار الوطني الحرّ بشخص رئيسه جبران باسيل عبر محاولته الاستغلالية، بحجب أنظار العارفين القريبين منه والبعيدين ومن الخصوم والحلفاء الممانعين عن نتائج حلفه مع الحزب، بنسج رواياته وإطلاق أحكامه على النوايا من دون دليل، مخوناً متهماً من دون دليل بشكل خاص وحصري القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع على المراهنة على العدو الاسرائيلي وعلى انتصاره.

ان تحذيرات وتنبيهات المعارضين وعلى رأسهم “القوات” قبل العدوان الاسرائيلي وأثناءه وبعده للحزب وللحكومة من مغبة تصرفات المحور وربط الساحة اللبنانية بجبهة غزة عبر وحدة الساحات، تناقض وبالوقائع ما يتهم به الحزب وملحقه العوني، القوات ومعارضي الحرب اذ يتبيّن للقاصي والداني ان حرصهم على الاستقرار وعلى تجنيب الحزب وبيئته وبالتالي اللبنانيين الويلات، كان أكثر من حرص الحزب نفسه على نفسه وعلى بيئته.

طبعا لم يستطع رئيس التيار الوطني الحر إلا أن يجاري معارضي الحزب وحربه في معارضتهم، عبر رفضه لوحدة الساحات لغايات شعبوية في الساحة المسيحية.

في 12 تشرين الأول 2024 غمز باسيل من قناة خصومه محرضاً مفترياً بقوله: “هناك من يراهن على انتصار العدو” ليقول في نفس الخطاب مراهناً مستغلاً ضربات العدو مديناً لنفسه بقوله: “يمكن تعديل ميزان القوى عبر منظومة بديلة عن قوة الردع التي فقدتها المقاومة وهي الدولة اللبنانية”.

وهذا ما دأبت القوات على المطالبة به منذ عقود من الزمن في أوج قوة الحزب ومحوره وقبل “فقدان المقاومة” تحت ضربات العدو لـ”قوة ردعها”.

لقد سبق ان تأكد استغلال باسيل وتياره للعدوان الاسرائيلي مستثمراً لنتائج ارتكاباته واغتياله لقائد “المقاومة” في السياسة وخاصة في الرئاسة بما ورد في حلقة صار الوقت تاريخ 11 تشرين الاول 2024 اذ قال الاعلامي مارسيل غانم لطوني سليمان فرنجية: “ان جبران باسيل قال للبطريرك الراعي الذي كان يريد سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية راح”، وكان رد طوني فرنجية: “لا اعلم عن هذا الكلام انما اثق في معلوماتك استاذ مارسيل”.

لا ينفصل استغلال باسيل ورهانه عن مورثه الرئيس السابق ميشال عون والذي قال عنه الراحل السيد نصرالله في 6 تشرين الثاني من العام 1989: “في لبنان مشكلة اسمها ميشال عون، انه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته”.

هو نفسه عون راهن على غزوة الحزب لبيروت في 7 أيار 2008 والتي كلفت المئات من القتلى والجرحى بقوله: “القطار أصبح على السكة الصحيحة”، كما راهن على نتائج الكارثة التي حلّت باللبنانيين بعد تفجير المرفأ في 4 آب 2020 بقوله في السابع منه: “تفجير 4 آب فك الحصار وستبدأ عملية إعادة الإعمار بأسرع وقت”.

وللعبرة وفي المحصلة لن يجد جبران باسيل ومؤيدوه بعد كل ما رأينا لترجمة التعاطف العوني مع المقاومة واستشراسه ضد العدو الاسرائيلي، حيث “يتماهى مع هذا الأخير خصم باسيل في المعارضة، افضل مما قاله باسيل نفسه في 28 كانون الأول 2017 على ان “لا خلاف ايديولوجياً بيننا وبين إسرائيل التي يحق لها العيش بأمان كما يحق لنا العيش بأمان”.

كذلك لن يجد المقاومون وساماً يقلدون فيه حليفهم أفضل من تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية في 29 كانون الأول في اليوم التالي لتصريح باسيل اذ قال: “إسرائيل تلقت بإعجاب ومفاجأة موقف وزير خارجية لبنان الوزير باسيل”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: