Search
Close this search box.

السنوار.. “العقل المدبر” في فلسطين

أُعلن في 17 تشرين الأول 2024 عن استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إثر مواجهة عسكرية جرت بين مقاومين فلسطينيين ووحدة من الجيش الإسرائيلي في تل السلطان في محافظة رفح.

ولد يحيى إبراهيم السنوار في 19 تشرين الأول 1962 في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة لعائلة هُجّرت إلى القطاع من مدينة المجدل التي احتلتها القوات الإسرائيلية في سنة 1948، وأتمّ دراسته في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة ويتخرّج فيها بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية.

انضم يحيى السنوار في سن مبكر إلى جماعة الإخوان المسلمين، ونشط في صفوف “الكتلة الإسلامية” في الجامعة، وشارك، في سنة 1986، في تأسيس الجهاز الأمني لجماعة الإخوان المسلمين، الذي حمل اسم “منظمة الجهاد والدعوة” (مجد)، وتولى مواقع قيادية في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بعد تأسيسها في أواخر سنة 1987.

اعتقلته السلطات الإسرائيلي، في 20 كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، بعدما وجهت له تهمة تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، وتنفيذ بعض عملياته، فقضى 23 عاماً في السجون الإسرائيلية، منها أربعة أعوام في السجن الانفرادي، وتعرض خلالها لمشاكل صحية خطيرة.

تولى السنوار قيادة الهيئة القيادية لأسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية عدة دورات، وشارك في تنظيم العديد من إضرابات الأسرى الفلسطينيين في هذه السجون للمطالبة بتحسين أوضاع اعتقالهم، وانكّب، خلال فترة سجنه الطويلة، على تعلم اللغة العبرية وإتقانها، وعلى ترجمة وتأليف العديد من المؤلفات السياسية والأدبية.

أطلقت إسرائيل، في 11 تشرين الأول 2011، سراح السنوار ضمن صفقة تبادل مع حركة “حماس” قضت بإطلاق سراحه مع أكثر من ألف أسير فلسطيني في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كانت تحتجزه الحركة.

عقب خروجه من السجن، تزوج من شابة جامعية تدعى سمر محمد أبو زمر، وشارك في الانتخابات الداخلية لحركة حماس في سنة 2012، وانتُخب عضواً في مكتبها السياسي، ثم انتُخب، في سنة 2017، مسؤولاً عن فرع الحركة في قطاع غزة. وبعد قيام إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، انتُخب يحيى السنوار، في 6 آب 2024، رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً له.

كانت حكومة الحرب الإسرائيلية قد اتهمته بأنه “العقل المدبّر” لعملية “طوفان الأقصى”، ووضعته على رأس قائمة المستهدفين بالاغتيال، وظلت أجهرتها الأمنية تبحث عنه، خلال سنة من حرب الإبادة التي شنتها على قطاع غزة، إلى أن وقع الاشتباك بالصدفة في تل السلطان بين ثلاثة مقاومين، كان يحيى السنوار واحداً منهم، ووحدة من الجيش الإسرائيلي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: