رسالة مِن كوكب الارض الى الكوكب حيث نعيم!

kawkab

اجتمعَ بعض الإنْس، أمس، وقرروا إرسال رسالة مِن كوكب الارض، الى الشيخ نعيم، الى الكوكب حيث هو، وذلك على إثر رسالته الفضائية التي أرسلها أمس، والتي قَطَعت عدة سنوات ضوئية لتصل الى كوكبنا. وقد قَرروا عَنْونة رسالتهم “المُكابرة”، وفيها:

المكابرة، تعني إظهار المُكَابِر نفسَه بأنه كبيرٌ عظيم المنزلة والمكانة، أو بمعنى التعاظم والتطاول على غيره، فالمكابر يعشق ذاته، يحركه الآنا، ويرفض الآخر باستعلاء وفوقية. وثقافة المكابرة في القول والفعل أضحت سلوكا مشهودًا في مجتمع “أشرف الناس”. فهناك مَن يخطئ في القول إن كان بقصد أم بغير قصد، ويُصر على أن قوله هو الحق المبين، وهناك مَن يُصر على خطأ سلوكي قد ارتكبه ويُدرك أنه خطيئةٌ لكنَّ كبرياءه يحول بينه وبين الاعتذار حتى ولو كان بحق نفسه.

والمكابرة، وفق المعاجم العربية، هي “منازعة في المسألة العلميَّة لا لإظهار الصَّواب، بل لإلزام الخصم”.

وقد تحدث الشيخ علي بن عبد الخالق القرني في كتابه “الدروس”، عن المكابرة، إذ قال أكثف وأغلظ ألا هو المكابرة والعناد، والعزة بالإثم، “وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّم” (البقرة:٢٠). فهناك نوعية من الناس رخيصة يجادلون ليشوشوا لا ليفهموا، يلاججون ليغلبوا لا ليستمعوا، “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ” (غافر:٦٩).. المكابر والمعاند لا يقنعه دليل، “وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ” (الأنعام:٧)، “وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ” (الحجر:١٤ – ١٥)، “وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا” (الأنعام:٢٥)، و”مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ” (الأعراف:١٨).

وقد تحدث البابا شنودة الثالث عن المكابرة أيضاً في كتابه “حياة التواضع والوداعة”، فقال “هي ما يسمونه بالعامية المقاوحة، إنه يريد أن ينتصر في مجادلته بأية الطرق، ورغبته في الانتصار تبعده عن الحق، وتركزه حول الذات.. والمكابرة سببها في المتكبر، التشبث بالرأي أيًا كان. وقد ينفر الناس من أسلوب المتكبر في مجادلته وتشبثه برأيه، مما لا يؤدي إلى أي نتيجة، إلا إلى ضياع الوقت وإرهاق الأعصاب، فيبعدون عن النقاش معه، حرصًا على سلامهم القلبي، ولكي لا يدخلوا في صراع معه.. وهكذا تؤدي به المكابرة والتشبث بالرأي إلى اعتزال الناس له، أو قد يؤدي ذلك إلى انطوائه عن الناس ترفعًا وكبرياءً. وتتعبه العزلة وترهق أعصابه، فيزداد عنفًا إن دخل في نقاش.”

وعليه، فإن سقوط المكابر مسألة وقت لا أكثر، فرعون سقط، وقارون سقط، والنمرود سقط، وأبو لهب سقط، وأبو جهل سقط، والوليد بن المغيرة سقط، وأمية بن خلف سقط، ومسيلمة الكذاب سقط، وابن العلقمي الخائن الغادر سقط، وكل مَن عاند وكابر وطغى وتجبر على خلق الله وتجاوز حدوده في الماضي أو في الحاضر والمستقبل، سيسقط.

ونختم الرسالة مع الشاعر الكميت بن زيد الأسدي: “ونمنعُ بالأسنةِ ما سَخِطْنَا مُكَابرةً ونأخُذُ ما هَوِنَا.”

انتهتْ الرسالة. حَوِّل.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: