لم يتوقع أهالي بلدة مزبود في إقليم التفاح أن تشرق شمس يوم الجمعة الماضي على خبر مقتل الشاب العشريني المعروف بـ”أبو صياح”، وهو من التابعية السورية ويقيم في بلدة شحيم المجاورة، حيث عُثرَ عليه جثةً هامدة مصابة بطلقٍ ناري وملقاة في أحراج منطقة العين- بجيرو على أطراف البلدة من دون معرفة ملابسات الجريمة أقله حتى الآن في إطار التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات هذه الجريمة، لكن المعروف أن سهرةً صاخبة سبقت الجريمة وهي لم تكن سهرةً عادية بالنسبة الى أهالي مزبود والجوار حيث سُجّلَ خلالها إطلاق رصاص غزير تسبّب بحال هلعٍ وامتعاض لدى الأهالي كما النازحين الموجودين في المنطقة من أصوات الموسيقى العالية وأزيز الرصاص، ومصدرها الشاليهات الموجودة في أحراج البلدة، حيث يتمُّ في العادة تأجيرها من قبل صاحب مشروع “بجيرو مون” إبن بلدة مزبود المقاول ورجل الأعمال عيسى حسين.
في تلك الليلة قرّرت مجموعة من الشباب والفتيات من الجنسيتين اللبنانية والسورية الاحتفال بشكلّ صاخبٍ بعيد ميلاد أحدهم من دون مراعاة الأوضاع الراهنة، ومن بين المحتفلين شبان نازحين، علماً أن الصخب والموسيقى العالية كادا أن يتسبّبا بأزمة كبيرة مع النازحين الموجودين في إقليم الخروب كونهم اعتبروا هذا التصرّف غير مسؤول في ظل الظروف الراهنة.
فعاليات مزبود والجوار تواصلت مع صاحب المشروع فأفادهم أن أحد ابناء بلدة شحيم هو المستأجر والغرض كان للاحتفال بعيد ميلاد، واعداً بمحاولة السعي لضبط الأمور التي لم تُضبط، وبعد منتصف الليل فوجئ الأهالي والنازحون بسماع أصوات إطلاق نار بشكلٍ هستيري حتى أن بعض الرصاص الطائش أصاب السيارات المركونة في منطقة “وردة” على مداخل بلدة المغيرية المجاورة لمزبود، الأمر الذي استدعى التواصل مع الأجهزة الأمنية لضبط هذا الانفلات الكبير الذي أدّى الى ترويع الأهالي الآمنين.
وبنتيجة التواصل مع الأجهزة الامنية وتدخّلها، تم توقيف ١٦ شخصاً على خلفية عملية حيازة الأسلحة والمخدرات وإطلاق النار، ليبدأ بعدها مسلسل من المفاجآت غير المتوقّعة عبر التحقيقات الأولية، إذ تبيّن أن حفلة عيد الميلاد المزعومة لم تكن سوى “سهرة مجون” بكل ما في الكلمة من معنى، وهي كانت من تنظيم أبناء نافذين من بلدة شحيم، وقد عثرت الأجهزة الأمنية بعد مداهمتها المكان على مشروبات روحية ومخدرات وأسلحة مختلفة، كما تمّ رصد وجود فتيات يعملن في مجال الدعارة، وقد سيق أربع منهن الى التحقيق.
أهالي المنطقة اعتقدوا أن الأمر سيتوقّف عند هذا الحدّ لكن المفاجأة الكبرى تمثّلت بعثور الأجهزة الأمنية على جثة الشاب السوري أبو صياح عاماً مقتولاً على بعد 500 متر من مكان الاحتفال، علماً أنه من أصحاب السيرة السيئة، وقد أردي برصاص مصدره المحتفلين أنفسهم ولم تُعرف الأسباب حتى اللحظة، لكن مصادر متابعة أفادت ان القتيل كان الوسيط الذي أمّن حضور الشابات الى الاحتفال.
التحقيقات الأولية بُوشرت في مخفر بلدة شحيم مع الشبان الذين تمَّ توقيفهم تحت إشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، وهناك حديث شبه مؤكد عن مغادرة سيارة رباعية الدفع كان فيها أبناء نافذين لمكان الاحتفال قبل وصول الأجهزة الأمنية وتوقيف الموجودين، في مسعى يبدو أنه لـ”لفلفة” القضية مع وجود أبناء نافذين في الاحتفال، والأغرب أنه تمَّ توزيع أسماء الشابات والشبان الذين تمّ توقيفهم بالإسم الثلاثي من دون معرفة الأسباب الكامنة وراء تسريب الأسماء كاملةً سوى أنهم من “أبناء الجارية لا من أبناء الست” على حد قول المثل المأثور، عبر أحد المواقع الإخبارية المناطقية.
كما تمَّ نشر بيان صادر عن إدارة “بجيرو مون” المخصّصة لتأجير الشاليهات في منطقة “بجيرو” نفت فيه حصول إشكال وإطلاق نار داخل حرم موقع الشاليهات”، مؤكدةً أن حادثة إطلاق النار جرت خارج سور ونطاق موقع الشاليهات، والدليل على ذلك أن القوى الأمنية التي تدخّلت إثر الحادثة، أوقفت مطلقي النار على بعد 500 متر من موقع “بجيرو مون”، فهل فعلاً تمت التوقيفات خارج أسوار المشروع؟ والسؤال الأهم: هل هناك خطر حقيقي يهدّدُ أمن بلدات إقليم الخروب؟
في المحصّلة، هناك الكثير من الغموض الذي يكتنف هذه الحادثة، أما التساؤل “المشروع” فهو هل بات المطلوبون الذين كانوا يعيشون في جزر أمنية داخل الضاحية الجنوبية منتشرين بين أبناء البلدات التي تشهد نزوحاً ومَن يضمن ضبط الأمن المتفلت في البلاد تحت ستار “حفلة عيد ميلاد؟!