بعد أسبوع واحد من إعادة انتخابه، يمضي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب باختيار مسؤولي إدارته المقبلة معيّناً مقرّبين منه في مناصب رئيسيّة مع نيّته أيضاً الالتفاف على عملية التثبيت الطويلة في مجلس الشيوخ. وفي ما يلي أبرز الأسماء المنتظرة في إدارة ترامب الجديدة:
ماركو روبيو وزيراً للخارجية
وينوي الرئيس المنتخب تعيين سيناتور فلوريدا النافذ ماركو روبيو وزيراً للخارجية، وبالتالي يصبح أوّل لاتينيّ يتولّى هذا المنصب. وكان روبيو البالغ 53 عاماً بين المرشحين المطروحين لتولي منصب نائب الرئيس إلّا أنّ ترامب اختار في نهاية المطاف جاي دي فانس. وفي حال تأكّد هذا التعيّين، سيشكل ذلك تغيراً جذرياً في موقف روبيو الذي نعت ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في العام 2016 بأنّه “محتال” و”أكثر الأشخاص بذاءة يترشح إلى الرئاسة”.
وكان السيناتور الكوبي الأصل الذي يتولى منصب نائب لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، قال في تصريح الأسبوع الماضي لمحطة “سي إن إن” التلفزيونيّة: “لا أزال مهتماً في خدمة بلادي”.
ولد روبيو لأبوين مهاجرين كوبيين في ميامي ودرس العلوم السياسيّة في جامعة فلوريدا التي تخرج فيها العام 1993. والعام 2010 انتخب روبيو عضواً في مجلس الشيوخ بدعم من حزب الشاي الذي يضم جمهوريّين متطرفين عادوا واندمجوا مع الحزب الجمهوري في أعقاب انتخاب باراك أوباما رئيساً.
إليز ستيفانيك مندوبة بالأمم المتحدة
واختار ترامب إليز ستيفانيك، وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الأربعين من العمر، لتولي منصب السفيرة الأميركيّة لدى الأمم المتحدة. وقال ترامب: “ستيفانيك مناضلة في سبيل الولايات المتحدة أولاً، وهي قوية ومثابرة وذكية إلى أبعد الحدود”. انتخبت ستيفانيك عضواً في الكونغرس العام 2014 في سن الثلاثين.
وأصبحت على مرّ السنين من أكبر داعمي ترامب. وقد برز اسمها على الصعيد الوطني لدفاعها الشرس عن الرئيس خلال أول مسعى لتنحيته في العام 2019، ومن ثم رفضت المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن العام 2020.
لا تقتصر مواقف ستيفانيك على دعمها غير المشروط لترامب، بل تتعدّاه لتشمل تأييداً شرساً لإسرائيل، ومعارضة حادة لإيران، وبدا هذا واضحاً من خلال مواقفها العلنية، التي رافقتها تصريحات متتالية عبر منصة “إكس”، ففي ملف الشرق الأوسط كتبت ستيفانيك: “إدارة بايدن – هاريس تعلم أن السلطة الفلسطينية مستمرة بالدعم المالي للإرهابيين الذين يقتلون الإسرائيليين… لحسن الحظ فإن مكافأة الإدارة للفلسطينيين على حساب حليفتنا العظيمة إسرائيل ستصل إلى نهايتها”. كما اتهمت ستيفانيك في منتصف تشرين الأول الأمم المتحدة بأنها “غارقة في معاداة السامية”.

سوزي وايلز كبيرة موظفي البيت الأبيض
وأعلن ترامب، الخميس الماضي، عن تعيين مديرة حملته الانتخابية لنحو أربع سنوات، سوزي وايلز، في منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض. وقال: “ساعدتني توّاً في تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسيّة في التاريخ الأميركي، وكانت جزءً لا يتجزأ من حملتَي الناجحتين في عامَي 2016 و2020”. وهو كان يشير بذلك خصوصاً إلى أنّ وايلز حافظت بالفعل على علاقتها الوثيقة مع ترامب في أصعب اللحظات التي واجهها بعد هجوم أنصاره في 6 كانون الثاني على مبنى الكابيتول لمنع الكونغرس من المصادقة على انتخاب الرئيس جو بايدن.
وأشار ترامب في بيانه إلى أنّ وايلز التي باتت أول امرأة تتسلم هذا المنصب “قوية وذكية ومبتكرة ومحبوبة ومحترمة عالمياً”، مضيفاً: “ليس لدي شك في أنها ستجعل بلدنا فخوراً بها”.

توم هومان “قيصر الحدود”
تعيين آخر اعتمده ترامب هو “قيصر الحدود”، للتطرق إلى أزمة تعهد بحلّها، فوقع خياره على توم هومان، المدير السابق بالإنابة للوكالة المعنية بتطبيق قوانين الهجرة المعروفة بـ”ICE”. وسيكون هومان مكلفاً تطبيق وعد المرشح الجمهوري بتنفيذ أكبر عملية طرد لمهاجرين يقيمون بطريقة غير قانونية في تاريخ الولايات المتحدة.
ويُعرف هومان بمواقفه الصارمة المتعلقة بالهجرة غير الشرعية؛ إذ تعهد في السابق بـ”إدارة أكبر قوة ترحيل شهدتها البلاد”، وفسّر هومان موقفه في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، يوم الأحد، قائلاً: “سوف تكون عملية موجّهة ومخطّطاً لها ينفّذها عناصر ICE”، مشدّداً على أنّها ستكون عملية “إنسانية”، وقد أعلن ترامب عن خياره في منشور قال فيه: “أعرف توم منذ وقت طويل، وليس هناك من شخص أفضل منه لمراقبة حدودنا والسيطرة عليها، توم هومان سيكون كذلك مسؤولاً عن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم”.

مايكل والتز مستشاراً الأمن القومي
أمّا مايكل والتز، النائب عن فلوريدا والعنصر السابق في القوات الخاصة وهو من «الصقور»، فسيعين في منصب مستشار الأمن القومي. ووالتز موال لترامب، وهو ضابط متقاعد من القوات الخاصة بالجيش الأميركي، وخدم أيضاً في الحرس الوطني برتبة كولونيل. وانتقد النشاط الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وأشار إلى حاجة الولايات المتحدة للاستعداد لصراع محتمل في المنطقة.
ويتمتع والتز بتاريخ طويل في الدوائر السياسية في واشنطن. وكان مديراً لسياسة الدفاع لوزيري الدفاع دونالد رامسفيلد وروبرت غيتس، وانتخب عضواً بالكونغرس في عام 2018. وهو رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب التي تشرف على الخدمات اللوجيستية العسكرية، كما أنه عضو في اللجنة المختارة للاستخبارات.
ومستشار الأمن القومي هو دور قوي لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ. وسيكون والتز مسؤولاً عن إطلاع ترامب على القضايا الرئيسية المتعلقة بالأمن القومي والتنسيق مع الأجهزة المختلفة.

لي زيلدن لإدارة وكالة حماية البيئة
وعيّن الرئيس المنتخب كذلك لي زيلدن أحد المقربين منه لإدارة وكالة حماية البيئة. ولفت ترامب إلى أنّ زيلدن البالغ 44 عاماً والنائب السابق في الكونغرس لأربع فترات عن نيويورك، “سيضمن إصدار قرارات عادلة وسريعة” يتم تنفيذها بطريقة “تطلق العنان لقوة الشركات الأميركية، وفي الوقت نفسه تحافظ على أعلى المعايير البيئية، بما في ذلك أنظف هواء ومياه في العالم”.

كريستي نويم وزيرة للأمن الداخلي
كما نقلت شبكة “سي إن إن” الإخباريّة عن مصدرين، اليوم الثلثاء، أنّ ترامب اختار حاكمة ولاية ساوث داكوتا كريستي نويم لتولي حقيبة الأمن الداخلي في الإدارة الأميركية الجديدة.
وستتولى نويم مهمة الإشراف على وكالة مترامية الأطراف تشرف على كل شيء من الجمارك وحماية الحدود الأميركية وإنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، إضافة إلى الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ والخدمة السرية الأميركية.

كذلك يتوقع أن يعيّن ترامب، ستيفن ميلر أحد كبار مستشاريه منذ حملته الانتخابية الأولى، في منصب مساعد مدير مكتبه.
إدارة ترامب والالتفاف على مجلس الشيوخ
وأبدى ترامب عزمه الالتفاف على إجراءات التثبيت الطويلة من جانب مجلس الشيوخ مع أنّ الجمهوريين سيطروا على المجلس.
وينوي الاستعانة ببند يسمح للرئيس القيام بتعيينات موقتة عندما لا يكون مجلس الشيوخ منعقداً.
وكتب ترامب الذي يستقبله الرئيس جو بايدن، غداً، في البيت الأبيض: “أي سيناتور جمهوري مهتم بمنصب زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ يجب أن يكون موافقاً على هذا البند الذي من دونه لن نكون قادرين على تثبيت الأشخاص في الوقت المناسب”.