باتَ جلياً أن تبدّل مواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق النائب وليد جنبلاط وعدم تلبيته رغبة استقبال أحد المسؤولين الإيرانيين، يعود إلى النصائح التي تلقّاها من الأميركيين، بعد ذهابه بعيداً في التحالف مع حزب الله وحركة “حماس” وإيران، من دون إغفال أنه سبق له أن التقى بالسفير الإيراني قبل تفجير أجهزة البيجر، ومن ثم كان على تحالفٍ متينٍ مع حزب الله وحماس، إلا أن الأمور تبدّلت بعدما قيل وفق معلومات موثوقة، إن أحد المسؤولين الأميركيين اتصل بصديقٍ للنائب السابق وليد جنبلاط، وتمنّى عليه بأن لا يذهب بعيداً في مواقفه وخصوصاً مع حزب الله وحماس، لأن ذلك سيرتّب عليه عقوباتٍ وأموراً كثيرة.
من هنا، جاء التراجع تكتيكياً بعد دعوته للعودة إلى اتفاق الهدنة والحياد، وصولاً إلى عدم استقبال أي مسؤول إيراني قبل اعتراف طهران بسيادة لبنان.
ومن هذا المنطلق، فالحرب الدائرة اليوم ستوّلد إفرازات كثيرة وتداعيات على غير مستوى وصعيد، خصوصاً على مستوى التحالفات، ما يظهر بوضوح من خلال مواقف بعض الأطراف، لكن السؤال ماذا عن علاقة النائب السابق جنبلاط برئيس مجلس النواب نبيه بري حليفه الأبرز؟
المصادر تردُّ أنه سيبقى على هذا التحالف، ويقدّرُ في الوقت عينه تعاطي الرئيس بري مع الملفات بكثيرٍ من الدقة نظراً لخصوصياتٍ واعتباراتٍ تبقيه على تحالفه وحزب الله ويفاوض بإسمه، لكن ضمن خصوصيته واعتباراته، أي برّي، بمعنى أنه لا يمكنه الخروج عن هذا التحالف، وثمة ضغوطات كثيرة عليه، وإن كان يسعى لوقف إطلاق النار ووقف الحرب منذ بدايتها، بمعنى لم يكن مرتاحاً لكل ما اتُخذ من خطواتٍ على صعيد الحرب وكل ما واكبها ورافقها، حتى وصلت الأمور إلى هذه الحالة المزرية.