كتب جيلبير متري:
من الواضح أن العدو الإسرائيلي طوّر تقنياته تكنولوجياً مستخدماً خدمة الذكاء الاصطناعي في العديد من الأمور ومنها الأسلحة، وهو ما ورد على لسان أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله حين اعترف بأن العدو تفوق عليه تكنولوجياً.
الخروقات الإسرائيلية لم تقتصر فقط على الجوية والبحرية بل تعدّت الى البرية أيضاً واليوم الى التكنولوجية، فإذا عدنا بالزمن قليلاً الى الوراء، استخدمت إسرائيل شبكات الإتصالات في لبنان بعد خرقها من أجل الاتصال بالعديد من المواطنين من أرقام لبنانية وأحياناً أرضية، واخترقت شبكة الراديو ايضاً حيث استعملت ترددات الإذاعات اللبنانية، لبث تهديداتها وتحذيراتها.
وفي الأسبوعين الأخيرين، بدأ اللبنانيون يشعرون بأمر مريب في الهواتف الذكية، وهو تغيير المنطقة الزمنية أي Time zone رغم أنها موضوعة للبرمجة بشكل تلقائي، ما دفع الناس للتساؤل حول هذا الامر إذا كان خرقاً جديداً أم مشكلة تقنية في النظام.
خبير تكنولوجي أوضح لموقع “LebTalks” أن هذا الأمر حدث في الآونة الأخيرة عندما لاحظ اللبنانيون تبدل المنطقة الزمنية في الهواتف وتغيّر الساعة لتصبح على ساعة البلد الجديد، وهذه المشكلة أيضاً تحدث للحواسيب المحمولة وليس فقط للهواتف.
ومن هنا، يفسّر الخبير المشكلة عبر تفسير تقنية عمل المنطقة الزمنية، قائلاً: “المنطقة الزمنية أو Time Zone تعمل بشكل تلقائي في الهواتف، والهواتف الذكية تقوم بتقنية Synchronize من خلال نظام الـGPS العالمي، وبالتالي 90% من هذه المشكلة يعود الى تشويش العدو الإسرئيلي على نظام GPS في لبنان، ما يجعل أنظمة الهواتف تلتقط إشارة بلد آخر، وغالباً ما تكون عمان وتختلف معها الساعة ساعةً واحدة”.
وأكد الخبير ان تشويش إسرائيل على أنظمة الـGPS نوعٌ من أنواع الحماية لأمنها، لأن Drones أو ما يعرف بالمسيّرات تعمل على هذا النظام، وبالتالي من الممكن أن تعتبر إسرائيل أنها تحمي نفسها بطريقة التشويش على وجهة المسيّرة”.
أما عن سبل الوقاية مما يحصل، نصح الخبير حاملي الهواتف الذكية باستخدام تقنية Offline Clock وعدم وضع Time zone بشكل تلقائي، ويؤخر هذا الأمر الساعة بضع ثوانٍ لكنه أفضل من نقل المنطقة الزمنية الى بلد آخر.
في الختام، لا يسع اللبنانيون إلا انتظار الخلاص من هذه الحرب التي دخل البلد بها من دون استشارة أحد، ولم يسلم منها لا البشر ولا الحجر ولا البحر ولا حتى الفضاء الالكتروني.