قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب: “في خضم المعركة الشرسة وغير المتكافئة التي تخوضها المقاومة في جنوب لبنان نيابة عن الامة مع العدو الصهيوني، كوكيل للهمجية الغربية المتخفية وراء شعارات حضارتها الزائفة، لا بد لنا من ان نحيي رجال الله الذين يقفون في الميدان بثبات قل نظيره أمام العدو، ويسطرون أروع صور البطولة والفداء، ويفشلون محاولات العدو المتكررة للتقدم داخل الاراضي اللبنانية لكسر ارادة المقاومة واخضاع لبنان واجباره على رفع راية الهزيمة وفرض شروط الاستسلام والقبول بما يريده من نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من ورقة القوة التي يمتلكها في مواجهته بدعم امريكي وغربي”.
وأشار الى أن “عمق ايمانهم بأحقية قضيتهم وتمسكهم بارضهم وحبهم لوطنهم وشعورهم بالكرامة لم يسقطهم أمام هول ما حدث من ارتقاء قادتهم شهداء، بل كان ذلك دافعاً للشعور بمزيد من القوة والصلابة أمام العدو والاندفاع نحو الالتحام مع العدو لتحقيق النصر، فهم من مدرسة سيد الشهداء الحسين بن علي ومدرسة علي بن أبي طالب ومدرسة محمد ، مدرسة الكرامة والشهامة والرجولة والشرف والعز يستأنسون بالموت استئناس الرضيع بثدي امه، كبر الخالق في انفسهم فصغر ما دونه في اعينهم لا يحبطهم بعض الواهمين من اعداء لبنان الذين توهموا ان الفرصة حانت لقطف ثمار ما اعتبروه هزيمة للمقاومة، ممن لا يفقهون هذه المعاني ولا يعرفون معنى الكرامة والشرف والحرية، وامتهنوا شعار الذل والصغار في انفسهم لتحقيق احلامهم المريضة، وراحوا ينظٍرون للمستقبل ويرسمون الخرائط السياسية والديموغرافية والخطط لملاقاة العدو في وسط الطريق، للأطباق على المقاومة وبيئتها، وخاضوا حرباً نفسية واعلامية شرسة لإحباطها والضغط عليها لإسقاطها”.
أضاف: “كما نحيي بيئة المقاومة الاوفياء، حيث حاول العدو وعملاؤه استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها من ترك اماكن سكنها وعيشها بعيدة عنها في ظروف حياتية قاسية، والاثمان الكبيرة التي تدفعها من الشهداء والتدمير لمدنها وقراها وعيشها ضنا منهم ان ذلك يدفعها الى التخلي عن خياراتها في احتضان المقاومة، متناسين ان المقاومة الحقيقية والاساسية ليست الا هم وان المقاومين ليسوا سوى أبنائها، ومن غبائهم اتهامها واتهام شهدائها بالعمالة، وانهم دمى تحركهم القوى الخارجية لمصلحتها، ولما ليس فيه مصلحة لبنان وشعبه يتذاكون عليهم ولا يعلمون انهم اذكى منهم، بل هم الحمقى”.
وتابع: “اننا نفهم هؤلاء الافاكون من الذين باعوا أنفسهم للشيطان الغربي ورضعوا ثقافته وتحولوا الى ادوات يروجون بضاعته الفاسدة أمام بسطاء الناس، ولكن اسفنا الكبير ان بعض من نحترم مزاجه وعقله ان يتأثر بدعاية هؤلاء الذين يبيعون الاوطان بابخس الاثمان، ويقع تحت تأثير وهول ما يرتكبه العدو في غزة ولبنان، فيخرج على بعض المحطات التلفزيونية ويدعو الى استسلام المقاومة، وقد أوشكت ان تعلن انتصارها وافشال أهداف العدو، بينما بيئة المقاومة على رغم ما تقدمه من اثمان وما تتحمله من آلام تقف بثبات وقوة، دون أن يهزها جبروت العدو ولؤم العدوان وخذلان الناصر من الاقربين قبل الابعدين، مؤمنة بأن النصر من عند الله العزيز الحكيم”.
وأكمل: “فقليلاً من الصبر وعدم الانهيار مع إنكم لا تشاركونها الاهوال الا من بعيد، ولا تتحملون ما تتحمله الا بالقليل وثمار النصر سيقطفه الجميع، وما النصر الا صبر ساعة، فهل رأيتم المقاومة ترفع راية الاستسلام ام انها تواجه العدو مواجهة الشجعان الواقي بنصر الله، كأنه أمام اعينهم على طريقة أمير المؤمنين علي. فقد وتدت اقدامها في الأرض ورمت بإبصارها أقصى القوم تد في الأرض قدمك. أرم ببصرك أقصى القوم، وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه”.
وأفاد بأن “ما لكم تقعون فيما اراده العدو تستعملون لغته وثقافته، فهذا عربي وذاك أعجمي، يريدنا امة ممزقة يكفر بعضها بعضها، ويكفر واحدها الآخر ويشكك به وبنواياه. ألستم مؤمنين والقرآن كتابكم وهو الذي جعلكم امة واحدة وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون، ام نبذتم كتاب ربكم خلف اظهركم واستبدلتموه بكتاب الديمقراطية الغربية المزيفة، فأصبحتم تتكلمون لغته وتطيعون امره بديلا عن كتاب ربكم وتدينون بدين الغرب عدوكم، بديلاً عن دين نبيكم واصبحتم البا لأعدائكم على اخوانكم في الدين. ما بالكم استعديتم اخوانكم في الدين الذين ارادوا ان يكونوا ظهيرا لكم فشككتم في نواياهم واعلنتم لهم العداء”.
وقال: “احين استصرخكم موجفين، سَللتم عليهم سيفاً لهم في أيمانكم، وحششتم عليهم ناراً اقتدحوها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلْباً لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا، والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدَّبا، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش، ويحكم أهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون، فكنتم ثمر شجٍ للناظر، وأكلة للغاصب”.
ودعا الى أن “اطمئنوا بثباتنا وعدم انصياعنا للعدو والنصر آت بإذن الله، وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم، ولن تنحني هاماتنا الا لله تعالى، فنحن ندفع هذا الثمن من أجل ان يكون لبنان مصونا وشعبه عزيزا ولا ننطلق بدوافع مذهبية ولا بمشاريع خاصة سياسية. فقد آمنا بلبنان وطن العزة والكرامة وبإنسانه حراً ابياً، فلا يرمينا البعض بما فيه من الصغر ومن الانغلاق والمحدودية، وما الذي نطلبه غير وقف العدوان على بلدنا وشعبنا وامتنا، فلا يأتي على ذكر العدو بينما يتكلم عن المقاومة وانها المعتدي بلا حياء، وينعت أبناءها بالعملاء ويقلب الحقائق ويطالب بالاستسلام للعدو في حملات اعلامية شعواء، فلن يغير رفع الصوت وعلوه الحقائق ولن يخيف الا الجبناء، وسيرضخ العدو لكلمة الميدان صاغرا وثبات موقف المفاوض اللبناني، وعدم الرضوخ والانصياع لضغوط القوى الصهيونية، وعلى رأسها الولايات المتحدة يستحق الثناء ونشد على يديه وندعو الى الاستمرار عليه وعدم التأثر بما يقوم به العدو من ارتكابات همجية ووحشية، فقد دُفع الثمن وليس له مقابل سوى رضوخ العدو الذي يتألم كما نتألم لمطلب لبنان بوقف العدوان دون شروط “.
وختم الخطيب: “هذا الى جانب ان تؤدي الحكومة واجبها لمواطنيها النازحين من تأمين حاجياتهم، خصوصاً متطلبات فصل الشتاء بصرف اعتمادات مالية أو باي طريقة يرونها مناسبة. لكن لا يجوز ترك الأمور على عواهنها خصوصاً مع فرض الحصار على لبنان، ومنع بعض الدول أو امتناعها عن إرسال المساعدات ونحن الى جانب تقديم الشكر للدول التي قدمت المساعدات لكن أملنا بها أكبر ويبقى الشكر الأكبر للشعب اللبناني المضيف الذي يتحمل العبء الأعظم، مما يحمل المسؤولين مسؤولية أكبر تجاه الضيوف والمستضيفين”.