“أمل” – “الحزب”: تمايز على 1701 واستعادة “حرب الاخوة” على 425

hezeb-harake

كتب أنطوان سلمون: تكاد تكون “عبارة الالتزام وتطبيق القرار 1701 كاملاً” الأكثر انتشاراً واستعمالاً وبحثاً وقراءة على مواقع الانترنت الاخبارية والصحف اللبنانية والعربية والدولية ونشرات الاخبار على الشاشات كافة، وتكاد تكون القاسم المشترك بين المتحاورين في التوك شو وخطابات واطلالات المسؤولين من اقصى وأقسى المعارضين للممانعة الى اقصى الممانعين المقاومين وصحافييهم وصحّافييهم المبخرين للمقاومة والمدبّجين لانتصاراتها.

وتكاد الذاكرة تثقب لتنسي مرددي العبارة الواردة أعلاه من الممانعين ما كانوا يكررونه وكرروه من عبارات التخوين والاتهامات بالعمالة للمطالبين بهذا الالتزام وذاك التطبيق قبل فوات آوانهما وقد فات، نتوقف هنا عن الحملة التي سيقت بحق مؤتمر معراب في 27 نيسان 2024 تحت عنوان “القرار 1701 دفاعاً عن لبنان” وما لحقه وما كان قد سبقه على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري المفوض مؤخراً ومتأخراً بتطبيق القرار 1701 اذ يقول بري متعالياً مستهزئاً اثناء لقائه الموفد الاميركي آموس هوكستين في 15 آذار 2024: “من الأسهل نقل نهر الليطاني إلى الحدود مع إسرائيل، بدلاً من نقل حزب الله إلى ما وراء النهر”.

ليعود ويقول لاحقاً لصحيفة الشرق الاوسط في 13 تشرين الثاني 2024: “الموجود على الطاولة هو فقط القرار 1701 ومندرجاته التي يجب العمل على تنفيذها والالتزام بها من الجانبين، لا من الجانب اللبناني وحده”.

 مع التنويه هنا ان الطرف الشيعي في القمة الاسلامية المسيحية التي عقدت في بكركي اعترض على عبارة “مندرجاته” التي وردت في مسودة بيانها لتصبح العبارة “الشروع فورًا بتطبيق القرار 1701 كاملًا” مسايرة للحزب وتطميناً له لأن المندرجات يدرج معها القرارين 1559 و1680 وهذا ما برفضه الثنائي امل الحزب وبقية الممانعة علناً.

يجب التنويه هنا أيضاً بأن ما صدر ويصدر عن الحزب حتى الساعة لا يدل صراحة او علنية على اي التزام او قبول او ارتضاء بما يؤكد عليه حليفه المفوض الرئيس نبيه بري.

ان الدور المنوط ببري شيعياً بعد اغتيال امين عام الحزب حسن نصرالله وفقدان قياديي الحزب وبعد الضربات القاسية التي مني بها عسكرياً وامنياً، جعل هامش مناوراته في التفاوض والتفويض كبيراً مما يفسر التمايز والذي قد يفسر اختلافاً في وجهات النظر في قراءة القرارات الدولية والوقائع السياسية يخشى أن تتحول الى خلاف فصدام فافتراق فطلاق على ما حصل سابقا مع القراءتين المتناقضتين للقرار 425 لكل من الحزب والحركة واللتين تسببتا بحرب الاخوة دامت لأكثر من سنتين.

عن قراءة الحزب يتحدث الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم في كتابه “حزب الله المنهج – التجربة – المستقبل الطبعة الخامسة الفصل الثالث الصفحة 149، ليرد حرب “أمل” – “الحزب” الى “اختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا السياسية، أبرزها النظرة إلى القرار 425 الذي انتقده الحزب لوجود التباس فيه حول الترتيبات الأمنية مع إسرائيل، والاعتراف بها كدولة”.

وفي قراءة الحركة يقول الامام محمد مهدي شمس الدين في 24 آب 1986: “ضرب القوة الدولية أمر محرم شرعياً، كيف نرفض القرار 425 فيما اسرائيل واميركا تسعيان الى عرقلته وتعطيله والقرار 425 لا يتناقض مع ثوابتنا وما يمس بها فإلى جهنم”.

ليقول في نفس اليوم ومن نفس الجو المسؤول التنظيمي في حركة امل السيد علي الحسيني ملقيا كلمة رئيس حركة امل الرئيس نبيه بري في مناسبة حزبية “نرفض أي اعتداء على القوة الدولية، اننا سنمنع ذلك ولو بالقوة وهذا موقف سياسي وتكليف شرعي”، وتأكيداً على التزام بري بنظرته المتمايزة عن الحزب للقرار 425 والتي ادت الى الحرب بين حليفي اليوم يقول رئيس حركة امل بعد معركة اقليم التفاح بين الحزب والحركة في 14 كانون الثاني 1989: “لقد أسقطوا اتفاق الطائف (الحزب) لأنه قال انه يريد تحرير الجنوب ضمن القرار 425”.

مع ان الشائع ان “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية” بين الحركة والحزب الا ان الخلاف الواضح في الآراء والقراءات والعقيدة والمرجعية والأهداف وخاصة الذي تمظهر علناً في جبهة الاسناد حيث سقط شهداء حركة امل دفاعاً عن الجنوب ولبنان وشهداء الحزب على طريق القدس ومع الاثمان الباهظة التي يدفعها جمهور حركة امل والطائفة الشيعية قد يفسد الود ويُفخِت الدًف ويفرّق العشاق.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: