اسرائيل والحزب: بين حقيقة الاهداف وآلية منع تحقيقها

jnoub israel army

اذا كان صحيحاً ادعاء احلام العدو الصهيوني التوسعية وخططه في احتلال وضم الأراضي والذي لا ينفك يردده منظرو واعلاميو واكاديميو الحزب وممانعته وبعض المتكوكبين حولهم من الذميين المصابين بمتلازمة ستوكهولم من جميع الطوائف، مستندين الى تصريحات وكتب ومستندات لتأكيد ادعاءاتهم وتبرير معارك محورهم وحزبهم في الاستباق في اطلاق المساندات واشعال الحروب.

يكون صحيحاً ايضاً ومن نفس المنهج المعتمد اعلاه الاستناد الى ما يمارسه ويردده مسؤولو حزب ايران في لبنان وما ينشره اعلامه ومسؤولوه في الادبيات والوثائق والكتب والتصريحات لادعاء احلام تصدير نموذج “الحكومة الاسلامية” -التي ارساها الامام الخميني- للعالم بشكل عام ولبنان بشكل خاص، واعتباره المسيحيين طارئين غزاة محتلين لمناطق المسلمين في كسروان وجبيل على سبيل المثال تمهيداً وتبريراً لانتزاع “هذه الشوكة” من خاصرة المسلمين، ليكون صحيحاً بالمعيار ذاته تصرف المسيحيين والمتضررين من هذه الاطماع المرتكزة الى ادعاءات التاريخ والدين والكتب شأنها شأن الادعاءات الاسرائيلية، هجوماً استباقياً دفاعياً مانعاً لتحقيق الأهداف المصورة والمسجلة الموثقة والمكتوبة والتي ما انفكت تتردد وترد على السن الايرانيين واتباعهم حتى كتابة هذه السطور.

اليوم وعلى ابواب قبول الحزب بأكثر من المطالب والاهداف الاسرائيلية التي طرحت عليه بعيد الثامن من تشرين الأول 2023 والتي كانت تتحدث عن “ابتعاد قوات الرضوان” من دون بقية مقاتلي الحزب مسافة لا تزيد عن 5 كيلومترات عن الحافة الأمامية، مع المحافظة على الستاتيكو السابق من الخروقات المتبادلة على ارض وأجواء الـ1701، يتحدث الحزب عن منع اسرائيل من تحقيق اهدافها الكبرى عبر استمراره باطلاق الصواريخ غير الفعالة الى الشمال الاسرائيلي من دون امكانية منعه للغارات المدمرة والتوغلات التي تخطت الخط السابق لانسحاب الرضوان، وفي نفس الوقت نفسه يسجل رضوخه للورقة الاميركية ذات الرقابة تحت امر الجيش الاميركي وحرية التحرك الاسرائيلي وبسط سيادة الدولة غير القادرة على مساحة الجنوب اللبناني تحت سقف القرارات الدولية واتفاق الطائف الذي تحدث عنه امين عام الحزب خليفة المستهدفين ضمن الأهداف الاسرائيلية، والعودة الى اتفاقية هدنة 1949 الواردة في الطائف وغيرها من البنود التي ستكشف بعد اماطة اللثام عنها انكشافاً للحزب وحقيقة انتصاره الذي “سيزعمه” حتما بعد سريان مفعول الاتفاق على الجنوب والحزب ولبنان، ولو ان الثمن على ما تبين اضعاف مضاعفة عن ما دفعه الحزب وبيئته في 2006 والذي ارغم امينه الفقيد على تلاوة فعل ندامة انتصاره بعبارة “لو كنت أعلم”.

الكل يعلم ان الهدف الرئيس الذي وضعه الحزب مع اطلاق اول رصاصة في معركة اسناده لغزة هو وقف العدوان على غزة ومنع اجتياحها برياً والتخفيف عنها باشغال العدو في الجنوب اللبناني بعيداً عنها تمهيداً لهزيمته على ابواب غزة وابواب الجنوب اللبناني.

الكل يعلم ايضاً ما جرته معركة الاسناد تلك على لبنان والحزب وكامل قيادته ومعظم قيادييه، وما لم تنجزه لصالح غزة وارضها وعرضها ومنعة اجتياحها برياً والاعتداء عليها بحرياً وجوياً… في اطار هدف العدو المحقق غير الممنوع يقول خليفة نصرالله السيد هاشم صفي الدين في 27 آب 2023، والذي سقط نتيجة اختبار الحزب للإسناد الاستباقي الدفاعي: “إسرائيل تسبح خارج نطاق القانون الدولي وقيم الإنسانية، وتريد توسيع نطاق الحرب إلى الضاحية الجنوبية في لبنان”، ليؤكد امين عام الحزب سقوط “منع تحقيق اهداف العدو” بدوره في 3 كانون الثاني 2024 وبقوله: “الذي منع إسرائيل حتى الآن من شن العدوان على لبنان هو أن في لبنان قوة ‏وأن في لبنان مقاومة وأن في لبنان رجال لله وهذا واقع الحال”.

وواقع الحال “الموهوم” سابقاً المعلوم حالياً الموسوم بالخسائر الفادحة التي دفعها يدفعها الحزب وبيئته واللبنانيون جميعاً، كان قد دفع برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد- الغائب عن النظر والسمع حالياً- الى القول في 3 آذار 2024: “نقول للعدوّ الإسرائيلي نحن بانتظار أن تُخطئ الخطيئة الكبرى لنضَع مَصير كيانك على المحكّ”.

في الحلول الاستشرافية الاستباقية لما دفعه ويمكن ان يدفعه اهل غزة ولبنان من اثمان باهظة بالأرواح نتيجة طوفان الأقصى ومعركة اسناده اجترح اعلاميو الممانعة حلاً “بيولوجياً نسلياً” يمكن ان يعوض عن هذه الخسائر و”يمنع العدو من تحقيق اهدافه” اذ يقول الصحافي الممانع ابراهيم الامين في 5 تشرين الثاني 2023: “مش استخفاف بالدماء، في 50 الف أمرأة فلسطينية حامل، يعني بالشهر بخلفوا 5500 طفل، وبشهرين انشالله الفلسطينيين بيعوضوا عن كل الشهداء لي راحوا”… ليكمل زميله في خندق المقاومة والممانعة رفيق نصرللله في 6 تشرين الثاني 2023: “مثل ما قلتها بالـ2006، قديه حَيرحلنا كم شهيد؟ ولك كم شهيد رح يرحلنا؟ 10، 15… والله نسواننا بجيبوا 90 ألف بتسعة أشهر. خلصنا”.

للعبرة وكنصيحة ما على القارئ اللبناني وابن بيئة الحزب بشكل خاص الا ان “يفلفش” في بنود الورقة الاميركية قبل الموافقة عليها ويتمعّن في ملحقاتها السرية بعد كشفها وانكشاف حزبه، لييني على ادعاء الانتصار ونشوة المنتصرين مقتضاه العلمي الحسابي والتاريخي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: