يُنقل وفق المعلومات المتأتية من أكثر من جهة سياسية وديبلوماسية، بأن الموقف الروسي لا يصبُّ لصالح حزب الله بقدر ما هو على تماسٍ بين الحزب وإسرائيل وإيران، وبمعنى أوضح، الروس يضغطون على سوريا كما ضغطوا سابقاً لعدم إقحامها بالحرب، ووقف إمداد السلاح لحزب الله عبر أراضيها من إيران وأي دولة أخرى، وهذه مسألة واضحة أبلغها الروس للرئيس السوري بشار الأسد، أضف إلى ذلك أنهم تواصلوا مع إيران بشأن حرب لبنان متمنّين وقف الحرب، لأنهم هم مَن لديهم القدرة للجم حزب الله كي ينخرط في الحياة السياسية اللبنانية.
ووفق المعلومات الموثوقة ذاتها، يُنقل أن موسكو متوافقة استراتيجياً مع الولايات المتحدة الأميركية حول الملف السوري، وستسعى لاحقاً مع الإدارة الأميركية الجديدة، أي مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، على تسوية الأوضاع من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، وخصوصاً أن ثمة مصالح استراتيجية بينهما في أكثر من دولة، ولهذه الغاية فإن وجود أكثر من مليون روسي يحملون الجنسية اليهودية يساعد الروس على وقف الحرب، أما في الشأن اللبناني فيُترك الأمر للولايات المتحدة الأميركية، شرط أن يكونوا شركاء، فنائب رئيس وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد “بأننا لن نكون شرطياً، بل لاعباً أساسياً إذا كان هناك لجنة من أجل مواصلة البحث لوقف إطلاق النار في لبنان، لكن الروس بالمحصلة يدعمون الجهود الآيلة لوقف الحرب، وبالتالي ضرورة تطبيق القرار 1701 من قبل الطرفين، أي إسرائيل وحزب الله، وبمعنى أوضح، هذه العبارة تحمل الكثير من الدلالات والإشارات حول أن موسكو ترفض وجود سلاح حزب الله ووصوله إليه عبر الأراضي السورية أو أي معبر آخر، ولهذا هم يدعون الى تطبيق القرار والالتزام به من قبل الحزب وتل أبيب.