جهاد من دون معروف.. وداعاً لـ”الحزب”

hezeb syria

كتب جاد حاوي في “LebTalks”:

بعد أشهر على اندلاع الحرب في سوريا، كان رأي أمين عام حزب الله السابق، حسن نصرالله، بضرورة التوجه إلى الشام. الحجة العلنية كانت الدفاع عن القرى الشيعية القريبة من الحدود، والدفاع عن مرقد السيدة زينب في ضواحي دمشق. أما في الواقع، فكان انخراط الحزب في سوريا تلبية لدعوة إيرانية عاجلة لإنقاذ النظام من السقوط.

كمثل أي مرتزقة تأتي للقتال عن غيرها، كان حضور الحزب في سوريا ثقيلاً، كما كانت الأثمان التي دفعها غالية. زادت النقمة على الحزب من غالبية السوريين، كما خسر بضعة آلاف من مقاتليه. أما الأهم، فكان انكشاف تنظيمه أمنياً واستخباراتياً أمام إسرائيل نتيجة القتال في بيئة جديدة على الحزب.

دفع الحزب ثمن انخراطه في الحرب السورية غالياً جداً. خسر أهم قيادييه وقوته الصاروخية، كما تخلى سريعاً، ومن دون قتال، الأسبوع الماضي، عن حماية مرقد السيدة زينب، وكذلك عن القرى الشيعية في القلمون والقصير الحدوديتين وغيرهما.

في الإطار الظرفي، قد يبدو اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل هو ما يجسد خسارة حزب الله لقدرته ومستقبله، لكن في الواقع، فإن سقوط الأسد، وما يعنيه من بتر طريق تمويل وتموين الحزب برياً، هو الخسارة الأهم. ببساطة، لأن إعادة بناء قدرات الحزب أصبحت أمراً مستحيلاً.

ذهب جهاد الحزب في سوريا هباءً. ليس مؤكداً إن كانت إيران وروسيا هما من باعتا الأسد، أو إن كان هو من باعهما وفرّط بنفوذ إيران وكل أعمال الحزب في سوريا. ودع الحزب سوريا سريعاً دون طلقة نار واحدة وهرول إلى بيروت.

يمكن للحزب الآن أن يتحول إلى حزب لبناني عادي، أو ربما يحلّ نفسه، وتخرج قيادته باسم جديد لحزب جديد يحمل فكراً جديداً. ما الجدوى من الإيمان بإقامة نظام إسلامي في لبنان وإنهاء وجود إسرائيل، بينما الحزب لا يستطيع إظهار رشاش واحد في قرية الخيام الجنوبية؟

مدهش هذا الشرق كيف يحوّل أقوى التنظيمات العسكرية إلى أضعفها في أشهر قليلة، وكيف أن القدر لا يستجيب دائماً لكثرة الجهاد والنضال، ولا يمنح من مات منهم أي حق أو نصر أو حتى معروف.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: