ناشد أهالي بعلبك والهرمل، ببيان صدر اليوم الجمعة، “المسؤولين بدءً برئيس حكومة تصريف الأعمال (نجيب ميقاتي) والوزراء والمؤسسات والهيئات والإدارات المعنية بشؤون الإغاثة والنازحين، التنبه إلى خطورة ما انتهت إليه ظاهرة النزوح الجديدة من الداخل السوري التي جاءت بحوالي خمسين ألف مواطن سوري جديد إلى المنطقتين نتيجة العلميات العسكرية التي شهدتها مناطقهم وأدّت إلى سقوط النظام في سوريا”.
وأشاروا إلى أنّه “نتيجة الاتصالات التي أجريت بين وجهاء عشائر وأهالي المنطقة، كان لا بد من إطلاق نداء معطوف بالتحذير الشديد، من حجم الإهمال والتقصير الرسمي في مواجهة ما يعانيه آلاف الذين اضطروا قبل عدة أيام، إلى ترك منازلهم وقراهم وانتقالهم بين ليلة وضحاها إلى مناطق جديدة غير مهيأة لتوفير ابسط الخدمات التي يحتاجونها، والتي لم تلق بعد عناية السلطات المعنية بشؤون النازحين الجدد واغاثتهم”.
وأكّدوا أنّ “هذا الأمر يدفع إلى إلقاء المسؤولية كاملة على أهل السلطة بدءً من رئيس الحكومة وأعضاء لجنة الطوارئ الحكومية ووزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العليا للإغاثة ومعهم المؤسسات الحكومية العاملة في إطار خطة لبنان للاستجابة للأزمة من دون تجنب ما على المؤسسات والهيئات الدولية من مسؤولية كبيرة في هذا المجال”.
وأوضحوا أنّ “وجود زهاء ثلاثين ألفاً من النازحين في منطقة الهرمل ألقى بثقله على المجتمع المضيف المتعب أصلاً، من كل ما حصل على الساحة اللبنانيّة والنكبة التي حلّت بأبناء البقاع الشمالي خصوصاً أنّه لم يتأخر بتسخير قدراته المحدودة لإغاثتهم”.
وشدّدوا على أنّ “الأمور يجب ألّا تتوقف عند هذا الحد، ونعتقد أنّه من مسؤوليّة المنظمات الأمميّة والمحليّة التحرك بقوة وبالسرعة المطلوبة من أجل تقديم ما يحتاجونه من عون ومساعدة قبل أن تتفاقم الأمور وتتدحرج في ظل وجود السلاح لدى مجموعات منهم يشكلون خطراً كبيراً يحدق بأمن وسلامة النازحين أنفسهم والمجتمع المضيف في آن، وقد يؤدي التمادي في تجاهل حجم الأزمة وخطورتها إلى ما لا يمكن معالجته لاحقاً”.
وإذ حمّل أهالي الهرمل وبعلبك “هؤلاء جميعاً المسؤولية عمّا يحصل إن تفاقمت الأزمة إلى ما لا يحمد عقباه”، مؤكّدين مراهنتهم على “يقظة المسؤولين للقيام بما يمليه عليهم واجب إغاثة النازحين”، مبدين ثقتهم بأنّ “صوتنا سيصل إلى مسامع من بيدهم القرار المطلوب، وقد دلت التجارب على أهمية التدخل في الوقت المناسب مخافة أن تنتهي الظروف إلى ما لا يشتهيه أحد على الإطلاق”.