يبدو المشهد الدرزي في صورةٍ ولوحةٍ مغايرة عن السابق، بعدما تهاوى نظام بشار الأسد وسقط بشكل دراماتيكي، إلا أن بعض المزايدات انطلقت من خلال تشكيل الوفود للتهنئة بانتصار الثورة، وإن كان هذا أمراً محقاً، فيما المعلومات تشي أن أكثر من جهة سياسية تشكل وفوداً وخصوصاً من قبل المشايخ بمنأى عن القرار السياسي، إذ ثمة مواكب تذهب بشكلٍ يومي إلى قرى وبلدات جبل الدروز لتهنئتهم بالخلاص من النظام المستبدّ والرئيس المخلوع بشار الأسد.
وعلى المستوى السياسي، فإن لقاءً حصل بين النائب السابق وليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان في كليمنصو تناول الوضع الدرزي بعد سقوط النظام، وبالتالي الاستمرار في التنسيق والتواصل للحفاظ على وحدة الصف الدرزي من لبنان إلى سوريا وفلسطين، فيما الوزير السابق وئام وهاب كان واضحاً عندما دعا إلى خطٍ بياني من دروز لبنان إلى سوريا وفلسطين، وأكدت أوساطه بأنه سبقَ أن انتقد مَن يتعرض لدروز فلسطين ويتّهمهم بالعمالة والخيانة، داعياً إلى سلامٍ وليس إلى تطبيع، خصوصاً أن أمة العرب بأكملها لا تقاتل.
من هذا المنطلق، ثمة خارطة درزية جديدة ستتبلور معالمها في وقت ليس ببعيد، لكن هذا لن يؤدي إلى أية خلافات وصِدامات، باعتبار الدروز في مثل هذه الظروف والملمات والمحن يقفون إلى جانب بعضهم البعض، على الرغم من التباينات والخلافات بين الثلاثي الدرزي جنبلاط ووهاب وأرسلان، ولهذه الغاية عُلِمَ أن لقاءً درزياً قد يعقد في أي توقيت استكمالاً للقاء بعذران بعدما رأى البعض عقده، ربما في بلدة عبيه، حيث هناك أكثر من مقامٍ روحي لطائفة الموحدين الدروز.