كأن “الحزب” لم يفقد أمينه العام السيد نصرالله والعشرات من قادة الصف الاول ومئات الكوادر العسكرية،
كأن مصير سلاحه وذخائره لم يتأرجح بين ما تم ضربه على يد إسرائيل أو مصادرته من قبلها أو ما تمّ إستهلاكه في المواجهات،
كأن نظام آل الاسد لم يسقط في سوريا ولم يهرول “الحزب” كما إيران للخروج منها ومع رحيله سقطت خطوط الإمداد والعمق الحيوي للمخازن والتصنيع،
كأن ٢٠٢٤ وأحداثها ليست موجودة في روزنامة “الحزب”، لذا أطلّ نائب رئيس المجلس السياسي فيه محمود قماطي في حديث لقناة “المنار” قبل ساعات من دخول العام الجديد معلناً أن “المقاومة حاضرة وجاهزة وقوية ومستعدة”.
الأهم أنه بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار وإلتزام إسرائيل بالإنسحاب، قال قماطي: “إلتزمنا بالصبر 60 يوماً، وفي اليوم الـ61 يوم آخر والموضوع سيتغير وتصبح القوات الموجودة قوات احتلال وسنتعامل معها على هذا الأساس”.
“ب لا زعل”، بعدما وافق “الحزب” على مضمون الاتفاق الذي ينصّ ليس فقط على تطبيق القرار ١٧٠١ بل القرارات الدولية الاخرى وفي طليعتها ١٥٥٩ و١٦٨٠ وعلى حصرية السلاح على مساحة لبنان بيد القوى الشرعية بدءاً من الجيش اللبناني وصولاً الى شرطة البلدية، يبدو أنه محرج بمصارحة جمهوره أنه ارتضى به.
في وقت ما زال البحث متواصلاً عن جثث من هم تحت الركام أو عن المفقودين في صفوف “الحزب”،
في وقت لم يشيع بعد نصرالله أو يعين بديلاً عن الشيخ نعيم قاسم في منصب نائب الأمين العام،
في وقت لم تتأمن بعد أموال إعادة الإعمار،
يخبرنا “الحزب” أن مقاومته ما زالت “خلنج” وهي “حاضرة وجاهزة وقوية ومستعدة”!!!
إن كان كلام “الحزب” عن اليوم الـ٦١ من باب شدّ العصب ورفع المعنويات فسينكشف في اليوم ٦٢ أو ٧٢ أو ٨٢…
إن كان سقفه الرد بصاروخين ثلاث في أرض خالية كما جرى خلال مهلة الـ٦٠ يوماً، فسيكون كما سابقته ردّ رفع العتب…
إن كان رده سيكون كما كان الأمر قبل الاتفاق ومهلة الـ٦٠ يوماً، فالنتيجة ستتكرّر خراب ودمار لبنان وفاتورة دموية ومادية مرتفعة…
لذا يبدو كلام “الحزب” اليوم كمن يعيش “جهلة الستين” متوهماً انه إبن عشرين!!! فيا رب تعين…