ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أكّد فيها أنّ “الغرق بالالتزامات الخارجية يضع البلد في القعر، ومصلحة لبنان هنا وليس في الخارج، والمكياج السيادي لا يفيد، وحفظ لبنان يمر بمصالح اللبنانيّين لا بكمبيالات الخارج، واللحظة الوطنية تنتظر تشكيل حكومة تلتزم سيادة ومصالح لبنان فقط”.
وشدّد على أنّ “ما نريده، حكومة (كلّنا للوطن) من خلال ثقل سياسي وطني فاعل”، معتبراً أنّ “الجيش مطالب بدور قوي في وجه إسرائيل، وهذه وظيفته الأساسية في وجه إسرائيل وفي وجه كل عدو للبنان”.
وأشار إلى أنّ “الحلّ بتضامن سياسي وعمل وطني واندفاعة جديدة نحو المواطن اللبناني ولقمة عيشه وحماية أسواقه وتأمين فرص عمله وتطوير قوانين الحماية الاجتماعية وتطبيقاتها، والمسارعة إلى تشريع ضامن للعامل والموظف اللبناني، وسط كارثة الليرة ونكبة السقوط المالي”.
ولفت قبلان إلى أنّ “الدولة ليست معفية من العمل الوطني والدفاع السيادي”، معتبراً أنّ “التغاضي عما تقوم به إسرائيل أمر خطير، ولن نقبل بأي نموذج من نماذج الاحتلال، وإسرائيل يجب أن تخرج من الأرض التي تحتلها، وستخرج برضاها أو بالقوة”.
أضاف: “مدة الـ60 يوماً نهائية، ولن يكون الرد بالبيانات، بل على الأرض، ونهاية حرب غزة مثال قوي على الاستسلام الإسرائيلي لمنطق التضحية والمقاومة وندية المفاوضات والعناد بالشروط وإطار وقف الحرب”.
وتابع: “وللتاريخ، الإسرائيلي الذي عجز منذ أكثر من 70 سنة عن ابتلاع فلسطين، هو أعجز عن ابتلاع شبر واحد من الأرض اللبنانية”.
ووجّه المفتي قبلان خطابه “للإخوة المسيحيين”: “قيمة لبنان من عيشه المشترك ومصلحته الجامعة، ولن نخذل المسيحيّين ولن نقبل العيش إلّا معاً، ومصير لبنان يرتبط بالوحدة الوطنية والعيش المشترك والتمثيل الميثاقي، ومهما كان الخارج يبقى طارئاً على هذا البلد، ولبنان وطن، وليس صالة أفراح، والأوطان لا تقوم إلّا بأهلها وشراكتها، ولا حياد بمصالحها”.