حجازي: “الحزب” يموّلنا

HJAZI AIN TINEH

في ظلّ التطورات السياسية الأخيرة في سوريا، وخصوصاً بعد قرار “إدارة العمليات العسكرية” حلّ حزب البعث العربي الاشتراكي هناك، تصاعدت التساؤلات عن مستقبل “البعث” في لبنان وما إذا كان مرتبطاً تنظيمياً بنظيره السوري.

في هذا الإطار، أكّد الأمين العام لـ”البعث” في لبنان علي حجازي أنّ “ترخيص الحزب في لبنان مسجل رسمياً تحت اسم حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، مما يجعله كياناً منفصلاً عن البعث في سوريا أو أي دولة أخرى. ويعود بالتاريخ إلى العام 1958، عندما وقّع الزعيم كمال جنبلاط، وكان حينها وزيراً للداخلية، ترخيص الحزب”، مشدداً على أنّ “البعث اللبناني سبق نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد بفترة طويلة، وبالتالي لا رابط تأسيسياً بين الحزبين”.

وفي استذكار تاريخي آخر، يشير إلى أنّه “يوم إعلان الوحدة بين مصر وسوريا العام 1958، طُلب من حزب البعث السوري حلّ نفسه شرطاً لإتمام الوحدة، وهو ما حدث بالفعل. لكن فرع الحزب في لبنان رفض اتخاذ أي خطوة مماثلة، مما يثبت استقلالية قراره عن دمشق”.

ويُذكر أنّ “الدستور السوري الجديد الذي تمّ تعديله العام 2012، ينصّ صراحة على منع أي حزب سوري من أن يكون له امتداد خارج سوريا”.

ويرى حجازي أنّ الدعوات إلى حلّ “البعث” في لبنان “لا تستند إلى أي مسوغ قانوني أو دستوري، بل تأتي ضمن تصفية حسابات سياسية، وهذه المحاولات تتجاهل حقيقة أنّ البعث في لبنان لم يرتكب أي مخالفة تستوجب حلّه، ولم يخرج عن الأطر القانونية اللبنانية”.

ويطرح مقارنةً يسأل فيها: “عندما سقط الاتحاد السوفياتي، هل طُلب من الأحزاب الشيوعية المتحالفة معه حول العالم أن تحلّ نفسها؟ وعندما سقط حكم الإخوان المسلمين في مصر، هل كان على الجماعة أن تحل نفسها خارجها؟”.

أمّا في ما يتعلق بمقر “البعث” الذي تعرض للقصف خلال الحرب الأخيرة، فيؤكد حجازي أنّه “سنعيد بناءه، وسنبقى موجودين على الساحة السياسية اللبنانية”.

وعن إمكان التقارب مع قوى سياسية أخرى بعد هذه التغيرات، يجيب: “ندرك تماماً طبيعة المرحلة السياسية التي نمر فيها، ونعرف أننا في حاجة إلى إعادة صياغة خطابنا السياسي بما يتلاءم مع المتغيرات الحالية”، مشيراً إلى أنّ “لدينا حلفاء ثابتون، لكن المرحلة الجديدة قد تفتح المجال أمام تواصل أوسع مع جهات أخرى لم يكن التعاون معها ممكناً في السابق”.

ويكشف عن أنّ “هناك نقاشات داخلية في البعث تتناول مختلف الاحتمالات، من بينها احتمال تعديل اسمه أو تغييره، لكن هذه الأمور لا تزال قيد الدراسة العميقة والاستشارات الموسعة داخل صفوف البعث”.

أمّا في شأن مصادر التمويل، فيوضح حجازي أنّ “حزب الله كان ولا يزال الحليف الأساسي لنا في لبنان، ويتولّى تأمين المصاريف التشغيلية لنا”. لكنّه يشدد على أنّ “ميزانيتنا ليست كبيرة، ولا تتعدى مصاريف مؤسسة صغيرة من خمسة أشخاص”.

ورداً على الأحاديث التي تتناول أعداد المنتسبين إلى “البعث”، يكشف للمرة الأولى عن أنّ “عدد أعضاء حزب البعث في لبنان يفوق الخمسة آلاف شخص، جميعهم لبنانيون”.

ويوضح أنّ “البعث” قرر منذ توليه قيادته منع انتساب المواطنين السوريّين إليه للحفاظ على هويته اللبنانية، وأصدر تعاميم رسمية تحظر حشد المواطنين السوريّين في فعاليات “البعث”، بل أرسل كتباً رسمية إلى قيادة الجيش اللبناني يؤكد فيها هذا القرار.

ويختم حجازي حديثه موجهاً رسالة إلى منتقدي “البعث” ودوره: “لمن ينتقدنا، نقول نحن ساهمنا خلال السنوات الماضية في إطلاق العديد من اللبنانيين المحتجزين في سوريا.”

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: