✒️ كتب مازن مجوز
مما لا شك فيه أن إنتظار لبنان لن يطول أمام أبواب الانهيار الكبير، فمكونات المشهد من آخر دولار في مصرف لبنان، إلى آخر عقوبة من الخزانة الاميركية، مرورا بآخر سرير وجهاز تنفس في المستشفيات وبآخر قرش في المصارف، ووصولا إلى إحتمال انفجار مبهم وكارثة وطنية جديدة، مكونات مشهد كلها واردة، وهي بدورها تنقلنا الى ثلاثة سيناريوهات ممكنة :
1- إستمرار التفكك الإقتصادي والإنزلاق نحو الفوضى الإجتماعية والسياسية التي سيحدد فيها العنف النتائج . يستمر هذا السيناريو في المسار الحالي مع ما يحمله من إشكاليات كبرى بالنسبة للقيادات المتحالفة (في الحكم من جهة ) وللقيادات خارج الحكم من جهة أخرى. وكذلك بالنسبة لدول الخارج في ظل غياب قوى تقييدية. وهنا يبرز السؤال هل يمثل ذلك اشكالية كبرى بالنسبة لإسرائيل من الناحية الاستراتيجية ؟
2- الظهور البطيء لنظام سياسي غير طائفي، حيث أن إشتداد الازمة الحالية تخلق فرصة لجهود إنقاذ بعيد المدى على أن تترافق مع ترجمة للمطالبة الثابتة باصلاح حكومي عميق من جهات فاعلة خارجية. وفي ظل حديث الرئيس عون في أكثر من مرة عن “الدولة العلمانية ” هل يصبح هذا المطلب جزءا من اجندة المجتمع الدولي؟ . ففي العصر الجديد من شأن الاستقرار السياسي واستعادة الاقتصاد لعجلة نموه ان يمكن الطبقة الوسطى من تنشئة جيل شبابي في المناصب القيادية غير الطائفية والحزبية وسيقع عليه النضال من أجل تعريف متجدد للهوية الوطنية .
3- التدخل التركي المتزايد كاحدى محاولاتها للسيطرة على شرق البحر البيض المتوسط باستخدام السنة خصوصاً في الشمال اللبناني من شأنه ان يسرع المنافسات الطائفية، وسيكون لذلك تداعيات سلبية كبيرة في ضوء العداء المتزايد لاسرائيل واليونان وقبرص ومصر في الصراع الحاصل على النفط والغاز في منطقة شرق المتوسط .