“الثنائي يصرّ على التحكم بالبلد”.. أبو صعب: المرحلة تتطلب التحلي بالوعي

georges abou saab5

أشار الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب إلى “أننا أمام مرحلة إنتقالية، دقيقة وصعبة داخل البلد”، لافتاً إلى أن “ثمة خصماً محتلّاً داخل البلد شئنا أم أبينا وهنا تكمن الصعوبة. فمن جهة هناك ثنائي شيعي يصرّ على التحكم بالبلد ومفاصل الدولة، ويُخشى من ذلك أن تكون هناك حاجة إلى عملية جراحية. وفي حال استمر الحزب بمواقفه المتعنتة لا سيما في مسألة تأليف الحكومة ظناً منه أن زمن الأول لم يتحول فهو مخطئ”.

وتابع أبو صعب: “ما حصل هو نهاية الفصل الأكثر صعوبة من عملية تغيير خارطة الشرق الأوسط، بدءاً من الجنوب وغزة وسوريا، والفصل الثاني من المشهدية يتعلق بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة وهذا يحمل في طياته الكثير من التحديات. صحيح أن ترامب يريد السلام وهو يدرك أن الوصول إليه يتطلب أحيانا الدخول في حرب وإذا كان لا بد منها فلتكن على جبهة إيران وذلك بعد القضاء على أذرعها في لبنان وغزة بنسبة 60 في المئة وسوريا بشكل كامل “.

أضاف: “في العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار يقول حزب الله إنه انسحب إلى شمال الليطاني. ولنفترض أنه فعلها إلا أنه لم يلتزم بالشروط الباقية. فهو لم ولن يسلم سلاحه للدولة والجيش اللبناني، ويصر على التمسك به. في المقابل هناك إصرار من قبل رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام على إعادة تشكيل السلطة وهذا يفترض أن تكون هناك رعاية عربية ودولية لإنهاء سلاح حزب الله. وإذا لم يتم ذلك من قبل العهد الجديد فهذا يعني لا مساعدات مالية ولا إعمار وبالتالي سقوط العهد”.

من هنا، يستطرد أبو صعب بأن “المرحلة تتطلب التحلي بالوعي وعلى رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف أن يعيا بأن هناك رعاية دولية والمطلوب منهما وفق السلة المتكاملة التي على أساسها وصلا إلى سدة الحكم، إنهاء سلاح حزب الله وحكم الميليشيات والبدء ببناء مؤسسات الدولة وصولاً إلى الإصلاح والإعمار. وكلام القاضي نواف سلام من بعبدا كان واضحاً في هذا المجال”. إذ قال: “لن أقبل بمحاصصات ولا بتوزير طائفة لحقيبة ما”.

وقال: “إنطلاقاً من ذلك، يمكن قراءة توقيت زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في هذا التاريخ بأنها ليست صدفة، خصوصاً أنها جاءت قبل تشكيل الحكومة والهدف منها وقف هذا الإنفلات الحاصل واتخاذ المبادرة لوقفه. وفي هذا المسار تندرج أيضاً زيارة وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا ليقول بأن دول الخليج على جهوزية تامة لتقديم المساعدات بشأن إعمار لبنان شرط تنفيذ المطلوب . ويُفهم من ذلك الدور الإقليمي والدولي في عملية إرساء العهد على السكة الصحيحة”.

“لا خوف من اندلاع الحرب مجدداً”، يقول أبو صعب، “فالحزب أضعف من أن يدخل في حرب مع إسرائيل مجدداً للأسباب التالية: الإحباط والخيبة التي أصيبت بها البيئة الشيعية وثمة من خرج منها بعدما أدرك أنه كان ضحية بروباغندا وإعلام مزور. أضف إلى ذلك عدم توافر القدرة العسكرية والإمدادات بحراً وبراً وجواً. كل هذه المعطيات تؤكد أن الدخول في حرب جديدة مستبعد بدليل أن رده على الإعتداءات الإسرائيلية خلال الستين يوما اقتصر على صاروخين أو ثلاثة. لكن الوقائع على الأرض تظهر أن المواجهة انتقلت إلى الساحة السياسية وبدل أن تكون ضد إسرائيل أخشى أن تتحول بين الدولة والحزب”. وإذ يشير إلى مزايا النفس الطويل وإصرار كل من الرئيسين جوزاف عون والمكلف سلام على أن تكون هناك وحدة وطنية وتفادي أي نكسة “لكن احتمال تعنّت الثنائي والوقوف في وجه الدولة وعدم تسليم السلاح وارد. آنذاك ستكون المواجهة بدعم دولي وإقليمي. والمواجهة هنا بالمعنى السياسي لكن قد يتخللها شيء ما عسكري في الشارع وهذا ما يعمل عليه كل من عون وسلام لعدم الوصول إلى هذه المرحلة. حتى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يلعب دور الوسيط يدرك إلى أين يمكن أن تصل الأمور “.

فجر اليوم الأحد انتهت مهلة الستين يوماً الممددة وبالتالي نحن أمام أسابيع حاسمة بدءاً بمساءلة الدول الراعية عن مصير لمّ السلاح وحل الميليشيات وبالتالي القصة مش لعبة. سيناريو حزب الله وأذرعه تحت المجهر ولن يتوانى ترامب عن ضرب إيران إذا رأى في ذلك حلاً.

ويختم أبوصعب: “الأكيد أن عون وسلام  قادران على حل مسألة الحزب والدول الداعمة لن تتخلى عن لبنان شرط أن يبدأ الحراك من الداخل حتى لا يأتي الحل مفروضاً عليه لأن لبنان جزء من مخطط إقليمي عربي كبير وسيعاد تشكيله على نبض إعادة تشكيل المنطقة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: