تشهد العلاقة العونية ـ القواتية، مرحلة تصعيد سياسي، وقد يكون موقف “حكيم معراب” عن رئيس الجمهورية ميشال عون، عندما غمز من قناته، بأنّه ما زال يكذب من ثلاثين سنة، بمثابة ”الشعرة التي قصمت ظهر البعير”، وأعادت الأمور إلى سابق عهدها، بحيث لم ينفع اتفاق معراب، أو انتخاب عون رئيساً وتصويت “القوات اللبنانية” له، في ضبط إيقاع هذه العلاقة التي وُلدت ميتة.
وفي السياق، يقول عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب سيزار المعلوف لموقع LebTalks، إنّ هذا العهد فشل، ومن الصعوبة بمكان أن “يقلّع” في السنتين المقبلتين، ولو أراد أن يكون ناجحاً لفعل ذلك في بداية ولايته، وقد لا نحمّل رئيس الجمهورية وحدَه المسؤولية، إنّما لا ننسى أنّ لديه كتلةً نيابيةً وازنةً ووزراء تعاقبوا على كل حكومات ما بعد العام 2005.
وهل يُحمّل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مسؤولية فشل هذا العهد؟ يجيب المعلوف قائلاً، إنّ باسيل ضيف ثقيل، فأينما حلّ وفي كل منطقة كان يزورها، من بعلبك إلى قبرشمون والشمال وغيرها، كان يؤسّس لمشكل وإثارة الضغائن، إضافةً إلى ما يتمتع به من جشع للسلطة والمواقع والمناصب، وهذا إلى حدّ كبير، مترافقاً مع عوامل أخرى، أدى إلى فشل العهد.
وبصدد مخاوفه وقلقه إزاء الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية، يخلص النائب سيزار المعلوف، إلى أنّه سبق وحذّر منذ فترة طويلة من الوصول إلى ثورة جياع، وها هي المجريات الراهنة، من تدهور العملة الوطنية إلى البطالة المستشرية وحالة الفقر التي يرزح تحت عبئها معظم اللبنانيين، ستؤدي إلى ثورة جياع لا محالة، ناهيك بالمخاوف من الأوضاع الأمنية نتيجة حالة الفقر واليأس التي يعيشها اللبنانيون، ومن ثمّ هذا الوقت الضائع الإقليمي والدولي، والذي سترتدّ تداعياته على الساحة الداخلية، لا سيما وأنّ الأرض اللبنانية خصبة لتلقّف هذه التحوّلات