أشار المتخصص بالشؤون الإيرانية حكم أمهز إلى أنه “من الواضح أن الحكومة اللبنانية لا تريد حلاً ديبلوماسياً لقضية الرحلات المتبادلة بين لبنان وإيران، وبطيبعة الحال نعلم أن الرحلات كانت تنظّم من الطيران الإيراني منذ سنوات طويلة جداً، والطيران اللبناني لم يكن يقوم بأي رحلات إلى إيران”.
وقال في حديث لـLebTalks: “يبدو أن الحلول الديبلوماسية التي طرحت لم تصل إلى نتيجة، لأن الحكومة اللبنانية لا تريد أن تلتفت إلى مصالح أبنائها الموجودين بأعداد كبيرة جداً، سواء كانوا من الزوار أو الطلاب الذين يدرسون بالجامعات الإيرانية، وهي تريد أن تلتفت إلى ما يقوله الآخرون”.
وتابع: “عملياً، المبررات المطروحة بأن هناك طائرات تحمل أموالاً أو أسلحة غير منطقية، فكيف لطائرة أن تتوجّه إلى مطار مدني محمّلة بالسلاح في ظل وجود مفتشين وأمن عام في لبنان ومراقبة أمنية أميركية على المطار؟”.
ولفت أمهز إلى أن “يبدو أن الحكومة اللبنانية لها مواقفها ولها أبعادها في هذا الإطار، وحتى الأفرقاء اللبنانيين الذين يدّعون السيادة، يبدو أنها سيادة مزاجية وعلى معايير معينة، ويمكن أن نقول إن المعايير السياسية في موضوع العلاقة مع إيران هي معايير عوراء، وبالتالي يحاولون من خلال هذه السياسية تعكير العلاقات بين البلدين، في وقت إيران لم تقم بأي ردة فعل سلبية بما يتعلق بهذا الأمر”.
وشدد على أن “المستهدف من عملية وقف الرحلات الجوية بين إيران ولبنان هو مراسم تشييع السيد حسن نصرالله لأن من المتوقع أن تشارك أعداد غفيرة من إيران بالتشييع”، مبدياً خشيته من “أن يكون هناك محاولات لعرقلة وصول الطائرات الأخرى من مختلف البلدان للمشاركة بالتشييع”.
أضاف: “على الحكومة اللبنانية ومن اتخذ قرار تمديد وقف الرحلات الجوية بين البلدين أن تكون أكثر حكمة بما يتعلق بهذا لأمر لأن إيران دولة صديقة، وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف، وفي أوقات الأزمة مدّت لبنان بالنفط المجاني”.
وأوضح أمهز: “أعتقد أن هذه المواقف لا تزال في إطار الضبط، وحكومة إيران تتمتع بحكمة عالية ووعي استراتيجي ونأمل ألا تصل الأمور إلى حالة من تعكير الأجواء بين البلدين، خصوصاً وأن شريحة كبيرة من اللبنانيين ترفض أن يكون هناك سوء في العلاقة، وإلا سيكون الأمر أصبح واضحاً بأن هناك شريحة لبنانية مستهدفة بأي طريقة من الطرق في الداخل اللبناني، وهذا أمر لا يبشّر بالخير وسيكون عند ذلك “جنت على نفسها براقش”.
