كتب المحلّل الجيو-سياسي جورج أبو صعب عبر منصة “اكس”: “ما وراء أجواء الارتياح التي عاشها اللبنانيون بعد انتخاب (رئيس الجمهوريّة) الرئيس جوزاف عون وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة وتشكّل الحكومة على الصورة التي شكلت فيها تتكشف يوماً بعد يوم خيوط وبوادر أزمة داخلية قد تعيد مشهديات صدامية نحذر منها. فالذي حصل ويحصل على طريق المطار وتخوين عون وسلام، والاعتداء على القوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) والفوضى في الشارع وإرهاب المواطنين عشية البيان الوزاري وعشية ١٧ شباط آخر مهلة لانسحاب إسرائيل من الجنوب واحتفاظها بخمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية وتصاريح مسؤولين إيرانيّين وأبواق حزب الله التصعيدية كلها عوامل ترخي في ظلالها على الوضع الداخلي تشي بالسيء”.
وأوضح أنّ “إيران في كباش مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران محشورة اقليميّاً ودوليّاً وقد انقطع ظهرها بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا وهي في صدام مع لبنان الدولة بالنسبة لإدخال أموال للحزب وقد تسبب الصدام في قرار لبناني رسمي بوقف الرحلات الجوية بين البلدين ما يزيد من احتقان المواقف ضد الجيش والدولة”، لافتاً إلى أنّه “يضاف إلى ذلك ارتفاع وتيرة النقمة على الرئيسين عون وسلام وصولاً إلى اتهامهم بالصهيونية كلها مؤشرات مقلقة لا تطمئن وقد يكون تشييع جثمان الأمين السابق لحزب الله حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي السابق هاشم صفي الدين وما يعمل عليه من حشد سياسي وإعلامي وميداني شرارة اندلاع نوع من انتفاضة للثنائي بوجه الدولة والحكومة”.
وأشار إلى أنّ “الحزب المحاصر خارجيّاً وداخليّاً وإيران المحاصرة دوليّاً واقليميّاً أنجح وصفة لانفجار شيعي إيراني مسرحه لبنان علينا جميعاً التنبه منه: فصحيح أنّ الحزب فقد قسماً كبيراً من قوته وتأثيره لكن الصحيح أيضاً أنّه لا يزال بإمكانه نشر الفوضى ولو وصل إلى الصدام مع الجيش. وهنا في موضوع الجيش ودوره، ستكون أية مواجهة بين الجيش والحزب محفوفة بالأخطار إن لم يدعم السنّة الجيش فالمسيحيّين مع الجيش والدروز مع الجيش ولم يبقى سوى الغطاء السنّي للجيش إن اضطر إلى مواجهة الحزب. فالمعادلات والحسابات متداخلة داخليّاً واي صدام أهلي في بيروت إن حصل قد يتطلب حزماً وحسماً من الدولة لبسط القانون”.
وتابع: “لكن البلاد عندها إلى أين تذهب؟ عهد الرئيس عون وحكومة الرئيس سلام على المحك لأنّ الحزب لن يطبق القرار ١٧٠١ ولن يسلّم سلاحه للدولة شمال الليطاني ولن يقبل بأقل من العودة إلى سيطرته على البلاد وقراراتها ولذا فإنّ الدور الخليجي العربي معوّل عليه في هذه المرحلة لتحقيق أمرين أساسيين: الضغط على القوى السنية للوقوف خلف الجيش اللبناني بصورة واضحة لا لبس فيها وتعزيز الدعم العربي والدولي للدولة والجيش للتمكن من بسط سلطتهما والضغط على الإيرانيّين لمنع الحزب من التهور في تصرفات مدمرة جديدة داخلياً”.
وختم: “الأمر صعب والأيام والأسابيع المقبلة محفوفة بالتحديات والأخطار”.
الضغط على القوى السنية للوقوف خلف الجيش اللبناني بصورة واضحة لا لبس فيها وتعزيز الدعم العربي والدولي للدولة والجيش للتمكن من بسط سلطتهما والضغط على الإيرانيين لمنع الحزب من التهور في تصرفات مدمرة جديدة داخليا .
— Georges Abou saab (@GeorgesAbousaa4) February 17, 2025
الأمر صعب والايام والأسابيع المقبلة محفوفة بالتحديات والأخطار ٧