رجّي: السياسة الخارجية ستكون مستقلة وسيادية بامتياز

YOUSSEF RAJJE

كتبت ماريان زوين بصحيفة “نداء الوطن”: استعرض وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، خلال مقابلة صحافيّة، أبرز الملفات الديبلوماسية التي تواجه لبنان في المرحلة الراهنة، متناولاً مسألة اللبنانيّين العالقين في إيران، والتطورات الأمنية الداخلية، والعلاقات الإقليمية والدولية، إلى جانب انتخابات المغتربين، والملفات العالقة مع سوريا وإسرائيل.

أكّد رجّي أنّ “إحدى أبرز أولويات وزارته في الوقت الراهن هي تأمين عودة اللبنانيّين العالقين في إيران”، مشيراً إلى أنّ “المشكلة تكمن في عدم منح السلطات الإيرانية الأذونات اللازمة لطيران الشرق الأوسط للهبوط في طهران”.

وأوضح أنّه “نحن نطالب بأذونات لرحلتين، ومنذ اليوم الأوّل نعمل على هذا الملف. الخطوط الجوية اللبنانية جاهزة وحاضرة، ولكن الأذونات لم تصل بعد”.

وعن أسباب التأخير، كشف عن أنّه تواصل شخصياً مع نظيره الإيراني، الذي لم يمانع من جهته، لكنه طلب مراجعة السلطات المختصّة، وحتّى مساء أمس الإثنين، لم يتلقّ رجّي الردّ.

أضاف: “هناك تواصل مستمر مع سفيرنا في إيران، وكل مرة يتمّ إبلاغنا أنّ الأذونات ستصدر قريباً، ولكن عملياً لم يصل شيء حتى الآن”. وعن سؤاله إذا كان يخشى أن يكون السبب سياسياً لوضع لبنان أمام أمر واقع وإلزامه القبول بهبوط الطائرة الإيرانية في مطار بيروت؛ أجاب: “ممكن، لكن الوقت غير مناسب لذلك، لا أسباب قانونية أو تقنية تمنع استقبال الطائرتين اللبنانيتين، ولا يمكن تعطيل هذا الملف الإنساني”.

وحول الحوادث التي شهدتها البلاد أخيراً، والاعتداء على قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، شدد رجّي على أنّ “إقفال طريق المطار الدولي، والاعتداء على أيٍ كان أمران مرفوضان تماماً”، مشيراً إلى أنّه “أيعقل أن نطلب مساعدة قوات حفظ السلام ونعتدي عليها في لبنان؟! تواصلت مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان وقائد قوة “اليونيفيل”، وأكدنا استنكارنا لهذا الاعتداء بأشد العبارات”.

وعند سؤاله عن الجهات المسؤولة عن هذه الأحداث، ردّ مستنكراً: “يُقال إنّها عناصر غير منضبطة، ولكن كيف يمكن أن تكون هناك عناصر غير منضبطة يوماً بعد يوم؟”، لافتاً إلى تمسّكه مع زملائه بالحريات العامّة، من دون تهديد الاستقرار العام والمس بصورة لبنان.

أمّا في ما يخصّ الانسحاب الإسرائيلي، فشدّد على أنّ الحكومة تتابع هذا الأمر بشكل حثيث، قائلاً: “إذا سلمنا جدلاً بأنّ هناك نقاشاً حول قدرة الجيش اللبناني، الأمر الذي نعتبره غير صحيح، اقترحنا أن تتولى اليونيفيل المهمة، لكن إسرائيل رفضت ذلك”.

وعند التطرق إلى موضوع سلاح حزب الله الأمر الذي تتذرّع به إسرائيل للبقاء، أكد أنّ “لبنان ملزم بتنفيذ القرارات الدولية وباتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه الحكومة السابقة، وبالتالي ملتزم بنزع أي سلاح غير شرعي”، وقال: “بدأنا العمل على ذلك، والجيش اللبناني يقوم بجهود كبيرة، لكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت”.

وحول العلاقة مع سوريا، شدّد رجي على أنّ “الخارجية تتعامل مع الواقع”، مشيراً إلى أنّه يتأمّل خيراً من السلطة الجديدة في سوريا، والوزارة مستعدة للتعاون بما يصبّ في مصلحة لبنان.

واستطرد: “هيدا حكي طبيعي ومعوّدينلو بس هالمرّة رح ننفذو، لأن قبل كان عبارة عن مسايرة”. وعن الملفات الملحة التي تستوجب المتابعة، قال إنّ “أبرزها ملف المفقودين اللبنانيّين في سوريا وعودة النازحين السوريين إلى بلادهم”.

وشرح: “النازحون اليوم باتوا بمعظمهم نازحين اقتصاديّين، ونعمل على التنسيق مع المنظمات الدولية لتحويل مساعداتهم إلى الداخل السوري، كي يسرّعوا عودتهم إلى ديارهم وأرفض فكرة أنّ أحدهم يريد توطين السوريّين في لبنان فأنا لا أحبّ منطق المؤامرات”.

وفي ما يتعلق بقانون الانتخابات، قال: “عند حديثي مع المغتربين، وجدت أنّهم يفضلون أن يكون لهم تمثيل ضمن دوائرهم في لبنان، وليس عبر نواب مخصصين لمناطق الاغتراب فهم ممثلون في الخارج أصلاً. وهذا ما يستدعي تعديلاً في القانون الانتخابي ليعكس أولوياتهم الحقيقية”.

ردًّا على سؤال: “قلتم يوم التسليم والتسلّم، هيدي وزارة مش عيلة وبعرفكن واحد واحد، هل تقصد أنّ هناك فساداً في الوزارة؟”، أجاب أنّ “الوزارة مُهملة منذ أكثر من ثلاثين عاماً”.

هو لا يحمِّل الوزراء الذين سبقوه كل المسؤوليّة بل المنظومة السياسية كاملةً وشرح: “هي مهملة لعدة أسباب، سياسية داخلية وسياسية إقليميّة كما أنّ الأزمة الاقتصاديّة أثّرت سلباً عليها ولا يمكن تنفيذ سياسة خارجية فاعلة من دون إمكانات، هناك سفارات شاغرة في دول مؤثرة، ونعمل جاهدين على إجراء التعيينات الديبلوماسية في أسرع وقت ممكن، مع العلم أنّ الملفّ هذا معقّد إدارياً بسبب طول الفترة من دون تشكيلات، لكن كوني ابن البيت، لديّ حلول”.

وعن السياسة الخارجية، شدّد على أنّ النفس جديد اليوم، وبدأ منذ لحظة تلاوة خطاب القسم، وبحزم، جزم أنّ سياسته ستكون مستقلّة، وسياديّة بامتياز، وتصبّ في مصلحة لبنان حصراً بعيداً من التأقلم المفرط مع بعض أوضاع المنطقة، قائلاً: “هدفنا استعادة الثقة والعلاقات الطبيعية مع الدول العربية والمجتمع الدولي”.

اختتم رجي بإشارته إلى الحماسة الكبيرة تجاه لبنان خلال اجتماعاته الأخيرة مع وزراء خارجية دول كبرى. وأشار إلى أنّه “مثالي الأعلى شارل مالك، وفؤاد بطرس، لكن الظروف الداخلية والإقليمية اليوم مختلفة، لن أعد اللبنانيّين بحلول سحرية خلال سنة واحدة، لكنني أعد بوضع القطار على السكة الصحيحة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: