الحكومة تعود الى نقطة الصفر… والعقوبات آتية
لم تنجح المساعي الخارجية الفرنسية والمصرية بتوفير حد أدنى من التوافق السياسي بين الأطراف الداخلية على صيغة حكومية. وبالتالي زادت الأزمة الحكومية تعقيداً وبدأت تنحو نحو التصعيد بعدما عادت الأمور إلى المربع الأول في ظل جولة السجال الجديد على خط بعبدا – بيت الوسط على خلفية المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رسالته إلى اللبنانيين، أمس الأول.
وفي ظل هذه المعطيات بدا تحرك جامعة الدول العربية عقب زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، كأنه سباق مع الوقت ومع التدهور السياسي الآخذ في التفاقم. كما ان الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، عرض في جولته على المسؤولين المساعدة في التقريب بين المتنازعين للاسراع في التأليف “قبل فوات الاوان”.
وفي خلاصة جولة الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي على المسؤولين اللبنانيين، التي حذر فيها من أنّ “الأصعب قادم ويجب التحرك قبل فوات الأوان”، استوقفت مصادر مواكبة إعرابه عن “دعم عربي صريح لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري” الحكومية، موضحةً أنّ وصفها بـ”الجيدة جداً” من عين التينة يؤكد أن المبادرة “تحظى بغطاء عربي لحث الأطراف على المضي قدماً فيها”، غير أن المصادر استطردت بالسؤال: “هل يكون إجهاض مبادرة بري على يد حليفه “حزب الله” رداً على موقف القاهرة المناهض له”.
وفي سياق متصل، حاولت بعض الشخصيات اللبنانية استكشاف طبيعة وجدية التهديدات التي اطلقها قبل يومين وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، وكان لافتا امتناع المسؤول الفرنسي المكلف التواصل مع المسؤولين اللبنانيين باتريك دوريل الكشف عما يمكن أن تلجأ إليه باريس من عقوبات، ولكنه اكد ان الامر ليس “مزحة” ويعمل مستشارو وزير الخارجية لتحديدها وهي تشمل منع السفر وتجميد الاصول المالية، واشار الى ان ثمة قرارا حاسما لدى الرئيس ايمانويل ماكرون بتغيير نهجه مع بعض المسؤولين اللبنانيين، بعد أن تأكد له أن محاولات اقناعهم بالطرق الدبلوماسية لن تؤدي إلى نتيجة.