كتب جورج أبو صعب :بات من المؤكد تولي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترتيبات وزمام الشرق الأوسط الجديد، انطلاقاً من الاجتماعات الأميركية- الروسية الأخيرة في الرياض، وخضوع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإرادة البيت الأبيض، ما يشي بتحوّلات جذرية ستشهدها المنطقة بعد انسحاب التأثير الروسي وانحساره في مقابل باكاج(pakage) أوكراني- أورواسياوي يُعمل عليه.
من أبرز تداعيات هذا المُعطى السعودي- الأميركي محاصرة إيران تمهيداً لإخضاعها سياسياً أولاً وإلا بالقوة، وقد رصدت أجهزة الاستخبارات الأميركية والحليفة إقليمياً محاولات إيرانية لاغتيال الرئيس الأميركي ترامب، ما زاد من تسريع خطة ضرب البرنامج النووي الإيراني، ما يعني عندها إسقاط النظام الإيراني.
وتتابع المصادر الدبلوماسية بالإشارة الى أن تراجع روسيا لصالح الأميركيين في المنطقة جعل إيران مكشوفةً أكثر إقليمياً ودولياً وعرضةً لأي تطورٍ دراماتيكي في أي وقت، خصوصاً وأن طهران العالمة بمخطط عزلها والتضييق الأميركي عليها بأقصى العقوبات التي فرضها الرئيس ترامب عليها لا تتوانى عن التلويح بإستخدام ورقتها الأخيرة بالتهديد بقصف دول الخليج إن وصلت الى نقطة اللا عودة، ولم يتبقَ أمامها سوى التحرّك عسكرياً للردّ على الحصار المحكَم عليها.
النظام الإيراني الذي وضع كل “بيضه في سلة” الرئيس بوتين تعرّضَ للخيانة من بوتين نفسه الذي وضع يده بيد الرئيس دونالد ترامب وكرّس ذلك في لقاءات الرياض بين وزيري خارجية البلدين روبيو ولافروف، ما مكّن الرياض، وقد أبدى ولي العهد سعادته بالعمل مع روبيو وفريق ترامب، هو الذي خلال زيارته الأخيرة لباريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض تكرار تجربة “صيغة ميونيخ” بين هتلر ونيفيل تشمبرلن التي أسست للحرب العالمية الثانية على المنطقة خصوصاً وأن “هتلر الجديد” كان يُعتبر الرئيس بوتين، فإذا بما أراده ولي العهد يتحقّق حالياً مع إلغاء “الخطر البوتيني” بفضل الاحتواء الأميركي له وإخضاعه “للسياسة الترامبية” في الشرق الأوسط، ما باتت معه إيران مكشوفةً وبلا ظهر، والنظام الإيراني بات هو “هتلر المنطقة” الذي سيُقضى عليه، من هنا يمكن فهم التحوّلات الجارية في المنطقة، ما سينعكس على مشهدية الشرق الأوسط على صعد عدة في الجيو سياسة، لا سيما في تحريك ملفات تحت الرماد مثل الملف الأذربيجاني- الإيراني والملف العراقي والملف الإيراني- الخليحي وسط التهديد الإيراني بضرب دول الخليج إن تعرّضت لهجوم أميركي- إسرائيلي مرجَّح جداً.
من هنا استنفار الدبلوماسية الإقليمية والدولية حالياً باتجاه الإعداد والاستعداد لكافة السيناريوهات وصولاً الى الحرب ضد إيران.
الرياض دعت لاجتماعٍ خليجي- مصري- أردني عاجل خلال ساعات لبحث مختلف السيناريوهات الإقليمية، من ملف غزة ومشروع ترامب للفلسطينيين وصولاً الى ملف إيران في ضوء المستجدات التي رشحت عن لقاءات الأميركيين والروس في الرياض.
المرحلة القريبة المقبلة حبلى بالمفاجآت في المنطقة، ومن هنا باستطاعتنا الحديث عن أجندة سعودية- أميركية منسقة لإدارة الشرق الأوسط الجديد.