بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي عُقد لقاء حواري تحت عنوان: التطورات الدولية والاقليمية وانعكاساتها على الوضع في لبنان، مع سفير لبنان السابق في الفاتيكان فريد الخازن، بتاريخ 21 شباط 2025 الساعة السادسة والنصف مساءً، في مركزه الكائن على طريق المطار. حضره العديد من السياسيّين والمفكرين وأساتذة الجامعات والإعلاميين والمثقفين المهتمين بالشأن العام.
قدّم للقاء الإعلامي قاسم قصير الذي رحّب بالمحاضر والضيوف الكرام وعارضاً باختصار للأوضاع في المنطقة، ومتسائلاً عن كيفية انعكاس ذلك على لبنان؟ والهدف من هذه الفعالية هي الحصول على إجابة عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة ذات الصلة من وجهة نظر السفير الخازن على ضوء خبرته الديبلوماسية العريقة.
استعرض الخازن التطورات التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في فلسطين منذ عملية طوفان الأقصى وحرب إسرائيل على غزة والضفة الغربية ونتائجها، كما عرض للوضع في سوريا بعد سقوط النظام السوري السابق وحالة عدم الاستقرار التي لا تزال سائدة هناك، مضافاً الى الوضع في لبنان بعد عملية مساندة غزة وما تبعها من حرب إجرامية على لبنان وآثارها التدميرية، وحالة الانقسام بين اللبنانيين من هذه الحرب.
كما رأى أنّ “هناك محاولة من قبل إسرائيل للقضاء على طرح حل الدولتين وضم غزة والضفة، مستغلة الدعم الدولي غير المحدود لها، ومسار التطبيع معلّق في المنطقة في ظل طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترحيل الفلسطينيّين الى مصر والأردن، الذي يبدو أن تنفيذه مستحيل.
وقال من جهةٍ أخرى إنّ “هناك تحول في إيران من إيران الثورة الى إيران الدولة الذي أصبح طاغياً على طرح تصدير الثورة، نتيجة للتحديات في علاقتها الدولية الراهنة مع الدول العربية ومع الغرب. وهناك الدور التركي المتعاظم ذات البعد القومي المتشدد مع وصول أردوغان الى السلطة، والمشكلات التي واجهتها ولا تزال على الصعد كافة، وفي ظل علاقاتها مع كل من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية”.
وأشار الى أنّ “إسرائيل هي حركة صهيونية توسعية في الأصل، وأصبحت أكثر عنفاً اليوم، وخرجت في حروبها على لبنان والفلسطينيين عن المألوف وخارج الحدود وقواعد الاشتباك التي كانت قائمة، بعد أن هزّها طوفان الأقصى في الصميم، وهي تهدد بالهجوم على إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي كما تدّعي”.
وعلى المستوى الدولي، قال إنّ “ترامب متهوّر في طروحاته حول تهجير الفلسطينيين الجماعي، وبناء ريفييرا على شاطئ غزة بتمويل خليجي، وهذا ما سوف يشجع نتنياهو على الذهاب باتجاه العنف أكثر مع الفلسطينيين. ومن المستبعد حصول حرب مع الصين أو كوريا الشمالية، والحرب ستنتهي في أوكرانيا وسيكون الخاسر فيها حلف الناتو وأوروبا التي سوف تحاول النهوض عسكرياً لتتكل على نفسها”.
وبالعودة الى انعكاس هذه التحولات الإقليمية والدولية عل لبنان، أكّد أنّه “لا بد من إجراء حسابات ومقاربات دقيقة في ظل هذه الأوضاع، فمرحلة الماضي لم تعد قائمة بعد التعديلات التي وُضِعت لتطبيق القرار 1701، ولبنان بحاجة ملحة الى إعادة الإعمار التي تكلف مليارات الدولارات، واللبنانيون يواجهون خيارات صعبة بين السيء والأسوء”، مشيراً إلى أنّه “ثمة مرحلة انتقالية تفرض نفسها على لبنان ولا بديل عن الدولة للخروج من هذا الوضع وإلّا فالخسارة قد تكون شاملة، فالدولة هي الجامع بين اللبنانيين. ويجب عليهم الاتفاق على المفاهيم فيما بينهم، مثل السيادة والمواطنة وغيرها، ولا بد من المواكبة بحكمة ودراية لتأمين مصالح الناس، كما عليهم القيام بواجباتهم بالإصلاح أكثر من أي يوم مضى”.
بعدها تم فتح المجال للمداخلات والأسئلة التي أجاب عليها المحاضر.